بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 11/03/2023 - 09:00
العلم السعودي إلى جانب العلم الإيراني - حقوق النشر أ ف ب
أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية الجمعة، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ العام 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين.
وتتنافس القوتان الإقليميتان الكبيرتان على زعامة المنطقة منذ عقود عدّة، في إطار خصومة بدأت بشكل رئيسي مع قيام الثورة الإسلامية في طهران العام 1979.
في الآتي محطات رئيسية في العلاقات المتوترة بين القوتين الشيعية والسنية في الفترة التي سبقت قرار استئناف العلاقات:
الثورة الإيرانية
تأسست الجمهورية الإسلامية في إيران في نيسان/ابريل 1979. واتهم قادة دول خليجية زعيمها آية الله الخميني برغبته في "تصدير" الثورة إليهم.
وفي أيلول/سبتمبر 1980، هاجم العراق إيران، في حرب استمرت حتى عام 1988 كانت السعودية خلالها أبرز ممولي الرئيس صدّام حسين، وشجعت غيرها من الدول الخليجية على فعل الأمر نفسه.
قطيعة أولى
قمعت قوات الأمن السعودية في تموز/يوليو 1987 تظاهرة للحجاج في مكة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 400 قتيل غالبيتهم من الإيرانيين. وفي العام 1988 قطعت الرياض علاقاتها بإيران، وتغيّب الايرانيون عن الحج حتى 1991.
سوريا واليمن
في ذروة ما سمي بمرحلة "الربيع العربي"، أرسلت الرياض في آذار/مارس 2011، ألف جندي إلى البحرين لقمع الحركة الاحتجاجية، واتهمت ايران بالوقوف وراء الاضطرابات.
واعتباراً من العام 2012، تواجهت طهران والرياض في النزاع السوري. فإيران، بمساعدة حزب الله اللبناني، هي الحليف الاقليمي الرئيسي، عسكريا وماليا، للنظام السوري، في حين كانت السعودية تقدّم دعماً للفصائل السورية المعارضة.
في اليمن، تقود السعودية منذ آذار/مارس 2015، تحالفاً عسكرياً ضد المتمردين الحوثيين لمنعهم من السيطرة بشكل كامل على البلد الفقير بعد العاصمة صنعاء. واتهمت الرياض وواشنطن إيران بمد الحوثيين بالأسلحة، ما تنفيه الأخيرة.
قطيعة جديدة
في أيلول/سبتمبر 2015، دانت إيران "عدم كفاءة" السلطات السعودية بعد حادثة تدافع خلال مناسك الحج في مكة، أدت إلى مقتل مئات الإيرانيين.
وفي كانون الثاني/يناير 2016، أعدمت السعودية 47 شخصاً محكومين بتهمة "الإرهاب"، بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر. وفي اليوم التالي، قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران إثر مهاجمة محتجين سفارتها في طهران.
قطر وحزب الله
في 2016، صنّفت الدول الخليجية حزب الله منظمة "إرهابية".
وفي حزيران/يونيو 2017، قطعت السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بشكل مفاجئ، واتهمتها بدعم جماعات متطرفة، الأمر الذي نفته الدوحة، واتهمتها أيضاً بالتقارب مع إيران. وعادت العلاقات إلى مجراها في 2021.
الملف النووي
في تشرين الأول/اكتوبر 2017 ، أعربت السعودية عن دعمها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدما رفض الاستمرار في اتفاق عام 2015 الذي يهدف إلى الحد من أنشطة طهران النووية.
في 15 آذار/مارس 2018، قارن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بين الطموحات الإقليمية المزعومة للمرشد الإيراني علي خامنئي وطموحات ادولف هتلر.
وقال بن سلمان "إذا طوّرت إيران قنبلة نووية، سنقوم بالمثل في أسرع وقت". ووصفت إيران بن سلمان بأنه "ساذج".
عودة العلاقات
في 10 آذار/مارس 2023، أعلنت إيران والسعودية استئناف علاقاتهما الدبلوماسية إثر مفاوضات استضافتها الصين.
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" ووكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية، أن إثر مباحثات "تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران".
وذكر البيان المشترك، أن البلدين اتفقا في المحادثات التي أجريت بين 6 و10 آذار/مارس على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
واتفقا كذلك أن يعقد وزيرا خارجيتهما اجتماعاً لتفعيل الاتفاق وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات.
كذلك اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة.