من هو "أو جي"؟ واشنطن بوست تكشف تفاصيل عن مُسرب الوثائق السرية الأمريكية

منذ 1 سنة 147

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية معلومات عن شخصية الرجل الذي تعتقد أنه من يقف خلف تسريب كميات كبيرة من الوثائق السرية الأمريكية، والذي أحدث صدمة وأزمة كبيرتين داخل الإدارة الأمريكية وعلى الصعيد الدولي أيضا.

وتتضمّن الوثائق المسربة، وبعضها سرّي للغاية، تفاصيل حول آراء واشنطن بالحرب في أوكرانيا، ويبدو أنها تشير إلى جمع معلومات استخبارية عن عدد من حلفاء الولايات المتّحدة المقربين. واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية أن الكشف عن وثائق سرية يمثل "خطراً جسيماً للغاية" على الأمن القومي الأميركي وفتحت وزارة العدل تحقيقاً جنائياً. ومع ذلك، لم تؤكد السلطات الأميركية علنًا صحة هذه الوثائق المصورة التي يتم تداولها على مواقع مختلفة، ولا فعلت ذلك مصادر مستقلة.

وتقول الصحيفة في تحقيق حصري نشرته اليوم الخميس إن الرجل هو شخص "شغوف بالأسلحة النارية"، وقد شارك هذه الوثائق مع مجموعة من الأشخاص على الإنترنت.

وحسب تحقيق واشنطن بوست، فقد أنشأ هؤلاء الأشخاص ومعظمهم رجال أو صبيان، ناديا حصريا يدخله الأعضاء الجدد بدعوة شخصية فقط، على منصة ديسكورد Discord التي تحظى بشعبية كبيرة بين عشاق ألعاب الكمبيوتر. وأضافت الصحيفة أن عدد هذه المجموعة الحصرية يبلغ أقل بقليل من 24 شخصا وأن ما يجمعهم هو "حبهم للأسلحة النارية والمعدات العسكرية والرب".

وحسب الصحيفة، العام الماضي، كتب العضو الأكبر سناً في المجموعة، وهو شخص ملقب بـ OG، منشورا طويلا في المجموعة على منصة ديسكورد، مليئا بالمصطلحات الغريبة على أعضاء المجموعة، وفق ما نقلته واشنطن بوست عن أحد أعضائها. ويقول المصدر الذي تحدث للصحيفة إن قليلين قرأوا هذا المنشور الطويل. وادعى OG في المنشور إنه مطلع على أسرار تحاول الحكومة الأمريكية إخفاءها عن الناس العاديين. وكان أعضاء المجموعة يعتبرون OG قائد المجموعة.

ونشرت واشنطن بوست في تحقيقها فيديو لمقابلة مع أحد أعضاء هذه المجموعة السرية، لكن دون الإفصاح عن هويته. وذكرت الصحيفة أن هذا الشاب تحت سن الثامنة عشرة وأنه كان مراهقا عندما تعرف على OG، وأن الصحيفة حصلت على موافقة أولياء أمره قبل إجراء المقابلة معه.

وحسب هذا العضو، فقد قال OG إنه كان قد نسخ العديد من الوثائق السرية باليد في منشأة عسكرية أمريكية رفض هذا العضو الإفصاح عن اسمها، وإن OG أمضى ساعات طويلة في نسخها، إذ أن المنشاة كانت تحظر على الموظفين إدخال الهواتف أو الأجهزة الإلكترونية التي قد تتيح تصوير أو نسخ أو طبع الوثائق السرية الموجودة على خوادم الحكومة.

وذكر المصدر أمام الصحيفة إن OG كان ينشر المعلومات التي جمعها وينسخها باليد، ولكنه لاحقا، وبالتحديد العام الماضي، أصبح ينشر صورا فوتوغرافية للوثائق، والتي كانت في غاية السرية وليست متاحة إلا لكبار قادة الجيش وصناع القرار في الإدارة الأمريكية.

ويتابع المصدر أن أعضاء المجموعة كانوا يقرؤون ما ينشره OG ولكنهم لم يكونوا يعلقون عليه، وإن معظم الأعضاء لم يكونوا يعرفون معنى المصطلحات والكلمات العسكرية والمخابراتية التي تتضمنها الوثائق. وحسب المقابلة التي أجراها الشاب مع واشنطن بوست، فإنه لا يريد الإفصاح عن هوية OG، واصفا إياه بأنه أصبح "كأحد أفراد العائلة"، لكنه أكد أن OG ليس جاسوسا روسيا أو أوكرانيا. وقد قامت الصحيفة بالتحقق مما قاله المصدر عن OG من شخص ثان في مجموعة ديسكورد آثر إخفاء هويته. ويقول الشخصان إنهما يعرفان اسم OG الحقيقي وفي أي ولاية يقطن وأين يعمل، لكنهما رفضا الإفصاح عن هذه المعلومات أمام الإعلام.

لكن، ما أكداه هو أن OG ليس معاديا للحكومة الأمريكية، لكنه يعتقد أن الحكومة تخفي عن المواطنين "حقائق فظيعة".

وتشرح الصحيفة أيضا كيف أن الوثائق التي نُشرت في المجموعة الحصرية تسربت من قبل شخص غير معروف إلى الخادم "السيرفر" الذي كانت عليه هذه المجموعة ضمن منصة ديسكورد. وحسب المصدر الذي تحدث للصحيفة، فإن أشخاصا غير أمريكيين كانوا أيضا على الخادم ذاته، والذي يحمل اسم Thug Shaker Central. ومن بين هؤلاء الأشخاص مواطنون روس وأوكرانيون، حسب المصدر.