ملايين القتلى والمفقودين والمهجرين.. النزاع في سوريا يدخل عامه الثالث عشر

منذ 1 سنة 188

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 15/03/2023 - 14:42

صورة من عام 2012 أثناء مظاهرة مناوئة لنظام السوري في إدلب

صورة من عام 2012 أثناء مظاهرة مناوئة لنظام السوري في إدلب   -  حقوق النشر  -/AFP

تظاهر بضعة آلاف من السوريين الأربعاء في مدينة إدلب في شمال غرب البلاد، في ذكرى مرور 12 عاماً على انطلاق احتجاجات سلمية طالبت بإسقاط النظام قبل تحولها إلى نزاع دامٍ، مؤكدين رفضهم أي "تطبيع" مع دمشق.

ويدخل النزاع عامه الثالث عشر، مثقلاً بحصيلة قتلى تجاوزت النصف مليون وعشرات آلاف المفقودين والنازحين، فيما يجري الرئيس بشار الأسد الأربعاء محادثات رسمية في موسكو ويستفيد نظامه من تضامن واسع أعقب زلزالاً مدمراً ضرب البلاد وتركيا المجاورة الشهر الماضي.

في مدينة إدلب، إحدى المدن الرئيسية التي لا تزال خارجة عن سيطرة القوات الحكومية، توافد مئات السوريين تباعاً، من صغار وكبار، إلى ساحة رئيسية، حاملين رايات المعارضة السورية.

ورُفعت على واجهة مبنى مشرف على ساحة التظاهر لافتتان، جاء في الأولى بالعربية "الشعب يريد إسقاط النظام" بينما كتب على الثانية بالإنجليزية "الحرية والكرامة لجميع السوريين".

وقال متظاهر قدّم نفسه باسم أبو شهيد (27 عاماً) لوكالة فرانس برس: "جئنا نحيي ذكرى الثورة، هذه الذكرى العظيمة على قلب كل سوري حر"، مضيفاً: "نفتخر بهذا اليوم الذي تمكنا فيه من أن نكسر حاجز الخوف ونخرج في وجه النظام المجرم".

وبدءاً من منتصف آذار/ مارس 2011، خرج عشرات آلاف السوريين في تظاهرات مستوحاة من "ثورات الربيع العربي" مطالبين بإسقاط نظام الأسد، لكنها سرعان ما تحولت إلى نزاع دام تنوعت أطرافه والجهات الداعمة لها، وباتت سوريا ساحة لقوات روسية وأمريكية وتركية ومقاتلين إيرانيين.

الزلزال المدمر

ويأتي إحياء ذكرى الانتفاضة هذا العام بعد أكثر من شهر على زلزال مدمر ضرب سوريا وتسبّب بمقتل نحو ستة آلاف شخص في أنحاء البلاد، معمقاً من معاناة السكان، بعد سنوات الحرب التي تسبّبت بدمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد.

وتلقى الأسد إثر الزلزال سيلاً من الاتصالات المتضامنة من قادة وملوك ورؤساء عرب واستقبل موفدين أممين. وهبطت عشرات الطائرات المحملة بالمساعدات، جاء العدد الأكبر منها من الإمارات التي تقود جهود الإغاثة الاقليمية.

ويرى محللون أن الأسد قد يجد في التضامن الواسع معه "فرصة" لتسريع تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي، وهو هدف تعمل داعمته موسكو على تحقيقه منذ سنوات.

وغداة وصوله إلى موسكو، يلتقي الأسد الأربعاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على أن تتضمن المحادثات وفق الكرملين "آفاق تسوية منسقة للوضع في سوريا".

ولعبت روسيا بتدخلها العسكري المباشر منذ 2015 الدور الأبرز في ترجيح الكفة لصالح قوات النظام بعدما كانت خسرت مناطق واسعة خلال سنوات الحرب الأولى.

وتثير مساعي إعادة "تعويم" نظام الأسد وتطبيع العلاقات معه غضب معارضيه.

"الثورة مستمرة"

على هامش مشاركتها في التظاهرة، قالت النازحة من دمشق سلمى سيف (38 عاماً) لفرانس برس: "لو طبّعت دول العالم كلها مع النظام، نحن مستمرون والثورة مستمرة".

وعلى بعد أمتار منها، قال علي حاج سليمان (24 عاماً) المقعد جراء إصابة بقصف جوي للنظام قبل سنوات: "أنا ضد التسوية مع نظام مجرم". وتساءل: "كيف أساوم من كان السبب في جلوسي على كرسي؟ لا أساومه ولا أساوم كل من يطبّع معه".