قال مسؤولون في إيطاليا وليبيا إن أحد أخطر مهربي البشر في العالم، والذي استغل منصبه كعضو رفيع المستوى في خفر السواحل الليبي، قُتل بالرصاص في طرابلس.
وقُتل المهرّب عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم "البيدجا"، أثناء مغادرته الأكاديمية البحرية في جنزور بطرابلس وهو يستقل سيارة، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية. وأعلنت المخابرات الإيطالية أن السيارة تعرضت لوابل من النيران الكثيفة.
واتهم تقرير أمني صادر عن الأمم المتحدة "البيدجا" بأنه ”متورط بشكل مباشر في إغراق قوارب المهاجرين باستخدام الأسلحة النارية“. وكان يعتبر زعيمًا لمنظمة إجرامية تعمل في منطقة الزاوية في شمال غرب ليبيا، على بعد حوالي 28 ميلًا غرب طرابلس.
في عام 2017، وثقت صحيفة "أففينير" الإيطالية وجود المهرب في صقلية. وكان قد حصل على تصريح دخول إلى إيطاليا للمشاركة في اجتماع حضره مندوبون من بعض الوكالات الإنسانية الدولية.
وكان الاجتماع جزءًا من سلسلة من القمم بعد الاتفاق الذي وقعه ماركو مينيتي، وزير الداخلية الإيطالي آنذاك، وفايز السراج، رئيس الحكومة الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة آنذاك، في شباط/ فبراير 2017، والذي أدخل مستوى جديد من التعاون بين خفر السواحل الليبي والوكالات الإيطالية لاعتراض قوارب المهاجرين في البحر وإعادتهم إلى ليبيا، حيث قالت وكالات الإغاثة إن اللاجئين عانوا من التعذيب وسوء المعاملة.
في عام 2020، بعد ظهور أنباء عن مشاركة "البيدجا" في الاجتماع، أصدر المسؤولون في طرابلس مذكرة توقيف بحقه، ثمّ أُطلق سراحه بعد عام وتمت ترقيته من رتبة نقيب إلى رائد.
وقد تلقى الصحفيان الإيطاليان نانسي بورسيا ونيلو سكافو مراسلا صحيفة "أففينير"، اللذان قاما بتغطية أنشطة المهرب الإجرامية، تهديدات عديدة بالقتل.
وكتبت بورسيا على فيسبوك: ”كإنسان، أعبر لابنه الذي لم يبلغ السنتين من عمره اليوم عن أسفي لفقدان والده. تهديداته لي ولعائلتي هي جزء من قصة لا تزال تُكتب".
ووفقًا لسكافو، كان "البيدجا" قد هدد مرارًا وتكرارًا بفضح الأسرار المتعلقة بالتعاملات بين السلطات الليبية وتجار البشر.