مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: مرافق الرعاية الصحية في غزة تتعرض لهجمات مستمرة

منذ 6 أشهر 80

خلفت الحرب الدامية التي تخوضها إسرائيل منذ أشهر عدة في قطاع غزة خسائر فادحة على المستوى البشري والمنشآت الصحية وأيضا المدنية.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قد أعلنت في وقت سابق أن 84% من المرافق الصحية في القطاع تأثرت نتيجة الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر يوم نفذت حركة حماس هجومها المباغت على جنوب الدولة العبرية، ما دفع منظمات عالمية إلى دق ناقوس الخطر من بينها منظمة الصحة العالمية التي دعت إلى إنهاء حصار المستشفيات، وآخرها مستشفى عودة المحاصر شمال قطاع غزة.

وافتتحت منظمات إنسانية 9 مستشفيات ميدانية معنية بتقديم الرعاية للجرحى الفلسطينيين المتضررين من الحرب، إلا أنها لن تكون كافية على الإطلاق للاستجابة للعدد الهائل من المصابين الذين يسقطون يوميا جراء القصف الإسرائيلي.

قالت ياسمينا غيردا، المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن استمرار إسرائيل في الهجمات ضد المرافق الطبية، بما في ذلك المستشفيات، ما يعد انتهاكا مباشرا للقانون الإنساني الدولي.. كان عدد مستشفيات القطاع يبلغ 36 مستشفى قبل بداية الحرب، دمرت إسرائيل 24 وبقيت 12 مستشفى، وهي تعمل حاليا بشكل جزئي".

وفي الوقت نفسه، أكدت غايا جيليتا، التي تشغل منصب مديرة قسم التمريض في منظمة أطباء بلا حدود، أن "هذه المنشأة تم تأسيسها خارج "المنطقة الآمنة" وبالجوار من منطقة المواجهات النشطة في رفح. وذلك لأن الهدف منها هو ضمان وصول المصابين إلى المنشآت القريبة لتلقيهم المساعدة الطبية الضرورية من أجل تحسين فرص نجاتهم وتلقي الرعاية الطبية اللازمة في أقرب وقت ممكن".

هذا وأعلن ريان كير، مسعف وممرض في منظمة Cadus غير الحكومية، التعاون مع العديد من الجهات مثل سيارات الإسعاف ووزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لنقل المصابين إلى المنشآت، وإذا اتضح أن حالاتهم خطرة، يتم تحويلهم إلى مستشفيات أخرى في المنطقة.

وأكد كير أنه منذ السابع من أكتوبر، أصيب عشرات الآلاف في غزة.

ويعاني كثيرون من إصابات دماغية، وقد فقد الآلاف قدرتهم على السمع نتيجة للانفجارات المستمرة.

هذا وينتظر آلاف الفلسطينيين أيضًا أن يتم إجلاؤهم من القطاع المحاصر، وذلك بسبب الحاجة الملحة لمستويات عالية من الرعاية الصحية، حيث إن النظام الصحي في غزة يعاني انهياراً تاماً جراء الحرب.

وذكرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء أنه لا يعمل سوى حوالي ثلث مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى، فيما يتعذر الوصول إلى الكثير من مرافق الرعاية الصحية الحيوية بالنسبة للمرضى والعاملين في المجال الصحي المتأثرين بالعنف أو أوامر الإخلاء.

وأشارت إلى أنه في مدينة رفح الجنوبية التي تشهد ضربات عنيفة في الفترة الأخيرة والتي تؤوي نحو مليون ونصف نازح فلسطيني، أثرت الأوامر العسكرية الإسرائيلية، على أكثر من 20 نقطة طبية وأربعة مستشفيات وأربعة مراكز للرعاية الصحية الأولية، وفقا للمنظمة.

وفي شمال غزة، تأثرت 16 نقطة طبية، بالإضافة إلى خمسة مراكز للرعاية الصحية الأولية ومستشفى كمال عدوان، بالإضافة إلى مستشفى العودة.

وقالت إسراء (27 عاما)، وهي عاملة صحية من خان يونس: "أنا أعمل في المستشفى. طلبت منا إسرائيل مغادرة المستشفى عبر الممر الآمن، ثم غادرنا، وقصفوني في الطريق [الذي قالوا إنه] آمن. قصفوني، قصفونا، قصفوا فريقنا". وتابعت:"أتمنى أن أغادر غزة، وأكمل علاجي خارج غزة".

وأكدت ياسمينا غيردا، مسؤولة الشؤون الإنسانية في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، أنه "لدعم الأشخاص الذين تضرروا من الحرب سنحتاج إلى استيراد الكراسي المتحركة، وأجهزة السمع، وجميع أنواع الأجهزة المساعدة، والأطراف الصناعية، وهذا لن يبدأ حتى في معالجة الألم والمعاناة النفسية الدائمة التي يعاني منها الآلاف من النساء والأطفال والرجال في غزة بسبب الغارات الجوية المتواصلة".