مراهقة تتحمل مسؤوليات البيت

منذ 8 أشهر 126

مراهقة تتحمل مسؤوليات البيت


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/3/2024 ميلادي - 28/8/1445 هجري

الزيارات: 30


السؤال:

الملخص:

فتاة مراهقة، وقعت خلافات بين أبويها، وأراد أبوها أن يحمِّلها مسؤوليات البيت، لكنها رفضت، فذكَّرها ببرِّه، وهي تسأل: هل عليها طاعته؟

التفاصيل:

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر ستة عشر ربيعًا، وقد حدثت بعض الخلافات الشديدة بين والديَّ، وأبي يريد أن يُعلِّمني طريقة سداد فاتورة الكهرباء والإنترنت والسواقة؛ كي أتحمَّلَ جميع مسؤولياته في المنزل، وعندما رفضت، قال لي: إن بِرَّه واجب، فهل يجب عليَّ ذلك؟ أليست تلك واجباته كربٍّ للأسرة؟

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد النبي الأمي الأمين؛ أما بعد:

فإن عمركِ ستة عشر عامًا ويريد والدكِ أن يحمِّلكِ بعض الالتزامات المادية، هل تركتِ التعليم مثلًا، ولكِ عمل خاص تحققين منه دخلًا؟

في العموم بنيتي الغالية:

حاولي الإصلاح بين والديكِ ما استطعتِ، واستعيني بأخوالكِ وأعمامكِ؛ لعل الله يصلح الحال على يديكِ، فهذا هو السبيل المريح الوحيد، أن يتعاونا على الحياة ويوفرا لكم حياة هادئة نسبيًّا، وهذا دورهم.

أما إن تعثَّر ذلك، فلا مفر من أن تعاوني والدكِ، فهذا من البر، وكما تعلمين أن البر به واجب؛ ولا يخفى عنكِ قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي تسكنين مدينته: ((أنت ومالك لأبيك)).

ومواساة لكِ قال صلى الله عليه وسلم أيضًا: ((لا يردُّ القَدَرَ إلا الدعاءُ، ولا يزيد في العمر إلا البرُّ))، فكل ما تفعلينه معه مردود لكِ، هي حصَّالة فادخري فيها ما شئتِ، عاونيه قدر الطاقة، كأن تختاري أن تسدي عنه الكهرباء والإنترنت، وهو يتكفل بالباقي، هذا مثال فقط وأنت أعلم بمدخولكِ وطاقتكِ، خفِّفي عنه ما استطعتِ من الأعباء، وأنتِ مأجورة على ذلك بإذن الله.

أما إن كان – لا قدر الله – يتعاطى مخدرات مثلًا، وتستهلك كل دخله، أو ينفق في معصية أيًّا كانت، فلا تتحملي عنه شيئًا، وادفعيه لدفع ماله في الضروريات؛ لعل الضيق المادي يَثنيه عما هو عليه.

أما لو كان رجلًا سويًّا، لكنه معسِر، فلا تبخلي عليه وعاونيه، وربُّكِ لن يضيع أجركِ بحول الله، وستشعرين بالرضا عن نفسكِ؛ أنكِ في هذه السن الصغيرة ويسر الله لكِ إعانة والدكِ، فهذا عمل طيب اختاركِ الله له، ولا تخافي من قلة المال، فاحتسبيها لوجه الله، وسوف يعوضكِ الله خيرًا، ويبارك مالك، وتذكري أنه ما نقص مال من صدقة قط، وما تفعلينه أوجب من الصدقة.

أما إن كنتِ ستدفعين من ماله هو، ودوركِ مقصور على الذهاب للدفع، وإنجاز ما يطلبه منكِ، فهذا واجب واجب لا مفر منه، وهو عين البر، ولا منقذ لكِ من الله إن لم تعينيه على قضاء حوائجه، فأنت لم توضحي في رسالتكِ.

موفقة مسددة بإذن الله.