متحف مارديكيان وثيقةٌ لعلاقة الأرمن بالمدينة المقدسة وشاهدٌ على الإبادة الجماعية

منذ 1 سنة 215

بعد مائة عام على استقباله عشرات الأطفال الأرمن الذين قُتل آباؤهم في الإبادة الجماعية، أعادت دار الأيتام الأرمن بالقدس والتي تأسست في القرن التاسع عشر، أعادت فتح أبوابها كمتحف يوثّق لحقبة مترعة بالألم عاشها الشعب الأرمني.

ومتحف مارديكيان للتاريخ والفن الأرمني الواقع داخل البلدة القديمة، يبيّن من خلال معروضاته ارتباط الأرمن بالمدينة المقدسة والممتد إلى قرون خلت، كما أنّ المتحف يعد نصباً تذكرياً لنحو 1.5 مليون أرمني قتلوا على يد الأتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى، في كارثة يصفها كثيرٌ من العلماء بأنها أول إبادة جماعية شهدها القرن العشرين.

ولم تبرح تركيا تشكك في أعداد القتلى من الأرمن وتزعم أنهم كانوا ضحايا حرب أهلية واضطرابات وتنفي أن تكون أعمال القتل قد تمّت بشكل ممنهج يرقى إلى ما يمكنه وصفه بـ"الإبادة الجماعية".

ويوضح تسوغيك كاراكاشيان مدير متحف مارديكيان أن الهدف من إنشائه هو التعريف بتاريخ الأرمن وفهم علاقتهم التاريخية بالمدينة المقدسة.

وكان أُعيد افتتاح المتحف في أواخر العام 2022 بعد أعمال ترميم وتجديد استمرت مدة خمس سنوات، وقبلها كان هذا المبنى (الذي هو في الأصل بيت ضيافة للحجاج تمّ بناؤه في خمسينيات القرن التاسع عشر)، بمثابة دير ومدرسة دينية ودار أيتام للأطفال الذين نجوا من الإبادة الجماعية.

ويعيش في القدس نحو 6 آلاف أرمني يعدّ غالبيتهم أحفاد عائلات تمكّنت من الفرار من عمليات الإبادة الجماعية، ويسكن الكثير من الأرمن المقدسيين في الحي الأرمني المتاخم لكاتدرائية سانت جيمس الأرمنية التي تعود للقرن الثاني عشر.

ويعرض متحف مارديكيان الفن المادي الأرمني وعلاقتهم بالقدس عبر العصور، كالصلبان الحجرية المنحوتة بشكل حرفي والمعروفة باسم "الخشكار" والبلاط الملون الأيقوني والأثواب الكهنوتية وغيرها من الأعمال الفنية.