ماذا نعرف عن الوحدة "8200" الذراع السيبراني لإسرائيل؟

منذ 3 أشهر 47

تُعتبر الوحدة "8200" من الوحدات الرئيسية في مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وهي متخصصة في الأمن السيبراني. تأسست الوحدة في عام 1952، ومنذ ذلك الحين أصبحت رائدة في استخدام تقنيات متقدمة لجمع وتحليل المعلومات وتحديثها بشكل مستمر للجهات المختصة في الجيش الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأحد، بأن حزب الله كان يعتزم تنفيذ هجوم بصواريخ ضد مقر جهاز الموساد وقاعدة الوحدة "8200" في منطقة غليلوت شمال تل أبيب.

كشفت الصحيفة أن الهجوم كان يستهدف مؤسستين أمنيتين هامتين: مقر جهاز الموساد، الذي يمثل قلب عمليات التجسس الإسرائيلية، ووحدة "8200"، التي تُعتبر من أكبر الوحدات الاستخباراتية في إسرائيل وتعمل بشكل مكثف في مناطق القتال. ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من إحباط هذا الهجوم الذي كان يهدف إلى استهداف منشآت حساسة.

ما هي هيكلية الوحدة؟

تُعرف الوحدة "8200" بسرّيتها التامة، حيث يُحافظ على هويات أفرادها وقادتها بعيداً عن الأضواء. الانضمام إلى الوحدة يتطلب اجتياز سلسلة من الاختبارات المكثفة التي تشمل اللغات، البرمجة، التفكير الإبداعي، والاختبارات البدنية.

يُقسم التدريب إلى مسارين رئيسيين: مسار "أوفيك" للمرشحين ذوي القدرات التقنية، ومسار "شاكاف" للمرشحين ذوي المؤهلات الأكاديمية المتقدمة. هناك أيضاً برنامج "مغا شميم" في جامعة بن غوريون، الذي يُعِدّ الفتية والفتيات للدخول إلى الوحدة من خلال دراسة متعمقة في مجال التقنية.

ما هي أنشطتها؟

تعمل الوحدة "8200" على استخدام تقنيات متقدمة في الأمن السيبراني، بما في ذلك تطوير أدوات للمراقبة والتنصت وتحليل البيانات. من أبرز إنجازاتها تطوير فيروس "ستوكسنت" الذي عطل الأنظمة النووية الإيرانية في عام 2009. كما تقوم الوحدة بجمع معلومات استخباراتية عن النشطاء الفلسطينيين عبر اختراق حساباتهم وإرسالها إلى وحدات الجيش الإسرائيلي.

تتعاون الوحدة "8200" مع وكالات استخباراتية دولية في تبادل المعلومات وتطوير استراتيجيات أمنية.

تشمل هذه الأنشطة إنشاء مراكز تجسس سرية، كابلات تجسس تحت البحر، وطائرات تجسس إلكترونية. هذا التعاون يعزز من قدرات الوحدة في جمع المعلومات وتحليلها.

تعرضت الوحدة لهجوم شنته كتائب عز الدين القسام في أكتوبر 2023 خلال عملية "طوفان الأقصى". في هذا الهجوم، أعلنت الكتائب أنها تمكنت من اقتحام مقر الوحدة وتكبيدها خسائر كبيرة.

من الجدير بالذكر أن قناة 12 الإسرائيلية كانت قد نشرت تقريرًا سابقًا يكشف عن تحقيق استخباراتي يُظهر فشل الوحدة في التنبؤ بهجوم حماس الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وفقًا للتقرير، أعلنت حماس حالة الطوارئ والاستنفار بين مقاتليها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، لكن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي لم يتمكن من اكتشاف أي دلائل أو إشارات على هذا الهجوم.