ملخص
يكابد الجيل الشاب مشكلات نفسية ويعتري عدد كبير من أبنائه القلق من الحياة اليومية
"أريد نصيحة من أشخاص لا يخشون الخروج وحدهم، لأنني أود البدء بارتياد بعض الأماكن وحدي مثل المقاهي والمكتبات وغيرها لكن التوتر يمنعني من ذلك. أرجوكم أن تدلوني على السبيل إن كنتم تعرفونه".
من الواضح أن هذه التغريدة التي نشرت منذ وقت قريب كان أثرها كبيراً، إذ حصدت أكثر من 200 ألف إعجاب و10 آلاف تعليق. وتوالت النصائح في التعليقات من أشخاص تجاوزوا مخاوفهم الخاصة في شأن تدبير شؤونهم وحدهم، فقالوا مثلاً، "احمل معك سماعات وكتاباً"، أو "اذهب أولاً لمشاهدة فيلم وحدك"، أو "تمرن على طريقة الرد إن اقترب منك غريب وسألك عما تفعله" أو النصيحة التي فضلتها شخصياً "تظاهر بأن جميع من حولك ليسوا سوى شخصيات افتراضية في لعبة فيديو. أو شخصيات إضافية في اللعبة. حشو من الناس فحسب".
أرسلت لي زميلتي التغريدة مرفقة بتعليقها "يا إلهي، فليتمالك الناس أنفسهم"، وفي البداية قاومت شخصياً الرغبة بالتبرم كذلك. لكن سواء أثارت هذه التغريدة في أنفسكم التعاطف أم رد فعل تلوم "الجيل الهش"، فربما يشي انتشارها الواسع بحقيقة أساسية: أننا نعيش في عالم يتعاظم فيه الرهاب الاجتماعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تكشف دراسة جديدة أجرتها الرابطة البريطانية للاستشارات والعلاج النفسي أن الرهاب الاجتماعي بات يطاول أكثر من نصف البريطانيين (54 في المئة) وثلاثة أرباع الشباب (72 في المئة) تقريباً في سن 16 و24 عاماً، فيما قال نحو شخصين من كل ثلاثة أنه خلف أثراً في حياتهم الخاصة والمهنية.
ويعد الشباب أكثر فئة اجتماعية تتأثر بالرهاب الاجتماعي الذي يبدأ مع الإنسان عادة في مرحلة المراهقة أو بداية فترة البلوغ، فيما تحصل 90 في المئة من الحالات قبل سن الـ23. وكل المعدلات ترتفع.
وتقول الدكتورة إيلاين لوكهارت، رئيسة قسم الأطفال والمراهقين في الكلية الملكية لأطباء النفس "لقد رأينا ارتفاعاً حاداً في عدد الأطفال واليافعين الذين يعانون القلق المرضي وغيره من الأمراض النفسية خلال الأعوام الماضية. وتعاني هيئات خدمات الصحة النفسية والعقلية للتعامل مع هذا الطلب المتزايد عليها فيما يوضع عدد كبير من الأطفال واليافعين على قوائم انتظار طويلة على نحو غير مقبول". يحال 500 طفل تقريباً في إنجلترا كل يوم إلى قسم خدمات الصحة النفسية التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بسبب مشكلات القلق، مما يشكل أكثر من ضعف النسبة المسجلة قبل وباء "كوفيد-19" وفقاً لتقرير أجرته صحيفة "الغارديان".
فإلام يعزى هذا الارتفاع الحاد في مشاعر القلق بين أبناء الجيل الجديد؟ عندما نتكلم مع الخبراء، تبرز ثلاثة مواضيع بصورة متكررة. وربما من غير المفاجئ أن تحمل الأجهزة الإلكترونية جزءاً كبيراً من المسؤولية. فقد خلصت دراسة قامت بها منظمة براين ويفز حول الصحة النفسية للمراهقين، ترأسها علماء من جامعتي أكسفورد وسوانسي ونشرت العام الماضي، إلى "وجود رابط وثيق بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مكثفة من جهة والقلق والاكتئاب من جهة أخرى".
وفي المقابل، في خريف 2024، رفعت 13 ولاية إضافة إلى العاصمة واشنطن دعوى قضائية تتهم "تيك توك" تحديداً بإلحاق الأذى بالصحة النفسية لمستخدميه من اليافعين. وزعمت الدعوى أن الأبحاث التي أجرتها منصة "تيك توك" نفسها وجدت علاقة بين "الاستخدام القهري" و"فقدان مهارات التحليل وتشكيل الذاكرة والتفكير السياقي والقدرة على خوض محادثة عميقة والتعاطف وزيادة القلق".
ويؤيد متخصص العلاج السلوكي المعرفي فيديريكو فيراريزي هذا التشخيص ومفاده أن "الاعتماد المفرط على التعاطي مع الآخرين في فضاء افتراضي، لا سيما في أوساط الأجيال الأصغر، ربما يعوق تنمية المهارات الاجتماعية الأساسية ويفاقم تنامي مشاعر القلق في إطار مواقف العالم الحقيقي". إنها دائرة مفرغة: كلما قضينا وقتاً أطول في "الاختلاط مع الآخرين" افتراضياً، يخف تفاعلنا الشخصي معهم وتزداد صعوبة فكرة التفاعلات على أرض الواقع، حيث نضطر للرد والتفاعل مباشرة من دون أن نملك متسعاً من الوقت لتحضير الرد الجريء المناسب، ورهبتها بالنسبة إلينا. تخبرني صديقة تعمل في إحدى الكليات أن الطلاب يتراسلون في غالب الأحيان إلكترونياً فيما يجلسون في الغرفة نفسها، لأن ذلك يبدو لهم أسلم وأسهل من إجراء محادثة شخصية. وكل ذلك قبل أن نتطرق حتى إلى الخوف المنطقي من احتمال تسجيل أي موقف محرج على أرض الواقع ونشره على منصات التواصل الاجتماعي وحفظه في العالم الإلكتروني إلى الأبد.
وعلاوة على وقت نقضيه على الشاشات، تشير الدكتورة كارولاين كينان إلى مجموعة قضايا خارجية تعتمل في العالم الأوسع، من انعدام استقرار اقتصادي وسياسي وأزمة مناخ وصراعات عالمية، باعتبارها مصدر قلق شديد، تضاف إليها الضغوط الخاصة بالمملكة المتحدة مثل أزمة الغلاء المعيشي وانعدام الأمن الوظيفي وإنهاك الخدمات العامة.
وثالثاً، مهما رغب البالغون في التظاهر بأن ذلك لم يحصل أبداً، فقد ترك الوباء فعلاً أثراً مهماً وطويل الأمد على الصحة العقلية والنفسية. إذ يشعر شخص واحد من بين كل ثلاثة بقلق متزايد أمام المواقف الاجتماعية منذ "كوفيد" [فيروس كورونا]، وفقاً لبيانات الرابطة البريطانية للاستشارات والعلاج النفسي، ويرتفع هذا الرقم إلى واحد من كل اثنين تقريباً في أوساط اليافعين. فخلال مرحلة مفصلية من نموهم الاجتماعي، طلب من الأطفال والمراهقين أن يتفادوا الآخرين ويلزموا منازلهم حرفياً. وقد شكلت الفترات الممتدة من العزلة الاجتماعية وانعدام اليقين واختلال نظام الحياة الاعتيادي المزيج المثالي لنمو اضطرابات القلق.
وهذا ما انطبق تماماً على سيريس، رسامة الوشم البالغة من العمر 25 سنة من نيوكاسل، التي تعاني الرهاب الاجتماعي الذي يسمى أيضاً اضطراب القلق الاجتماعي (Social Anxiety Disorder) منذ كانت بعمر الـ14. وبعد فرض الإغلاق العام في ظل "كوفيد"، تفاقم شعورها بالقلق الاجتماعي أضعافاً مضاعفة. وتقول، "كنت قد انتقلت لتوي إلى مدينة جديدة لأسكن في منزل مشترك مع أشخاص آخرين لا أعرفهم فعلياً [حق المعرفة]. وقد جعلني ذلك، إضافة إلى انقطاعي عن شبكة دعمي الشخصية، أشعر بقلق شديد وأعاني كثيراً كي أغادر غرفة نومي معظم الأيام".
تصف سيريس الرهاب الاجتماعي الذي ينتابها بأنه "شعور لا ينقطع تقريباً من التوجس في شأن أقل التفاعلات الاجتماعية، مثل الذهاب إلى مكتب البريد أو تحية أحد الجيران". وتنتابها في أسوأ الأوقات، أعراضاً جسدية مثل الارتجاف أو التقيؤ أو عدم القدرة على تناول الطعام لفترات طويلة.
تجدر الإشارة إلى أن الشعور ببعض القلق من المواقف الاجتماعية لا يعني تماماً المعاناة من الرهاب الاجتماعي. وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية [النفسية] الحالي (DSM-5) فإن معايير تشخيص الرهاب الاجتماعي تشمل: الخوف المتواصل من المواقف الاجتماعية التي قد يحدث خلالها أي تدقيق في الشخص أو حكم عليه، والخوف من الإحراج أو الإهانة ضمن الإطار الاجتماعي، وتفادي المواقف الاجتماعية المسببة للرهبة أو تحملها مع الشعور بتوتر شديد، وتواصل الأعراض لأكثر من ستة أشهر والشعور باضطراب كبير أو اختلال في أداء المهام اليومية.
ويرى البروفيسور ديفيد بالدوين، مستشار الشؤون السريرية في منظمة "إنكزايتي.يو كاي" Anxiety UK الخيرية "أن الرهاب الاجتماعي يتخطى شعور الخجل. فالخجولون قادرون إجمالاً على المشاركة في المواقف الاجتماعية التي تتطلب أداء شخصياً عندما يشجعهم الآخرون على ذلك: فيما يتميز الرهاب الاجتماعي بأعراض مؤلمة تعوق الحياة اليومية (على الصعيدين النفسي والجسدي) وأخطار الإصابة باكتئاب أو إدمان المواد المخدرة ومحاولة الانتحار في وقت لاحق".
لكن ما يخشاه البعض هو أن تؤدي زيادة التنبه إلى مسائل الصحة العقلية، مع أنها تعد نقطة إيجابية جداً، إلى اختلاط الأمور على اليافعين إلى حد يعوق قدرتهم على التمييز أحياناً بين الشعور الطبيعي بالتوتر من جهة والاضطراب المرضي من جهة ثانية. ويقول أندريا دانيزي، بروفيسور علم نفس الأطفال والمراهقين في جامعة كينغز كوليدج ومستشفى مودزلي التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية "إنه وضع معقد يرجح خلاله إفراط اليافعين والآباء في تشخيص وجود اضطراب مقابل قصور في تشخيص الاضطراب من جانب الطاقم الطبي. إن اعتقد المراهقون أن مشاعر الاضطراب العاطفي عادة ما ترتبط بمشكلات في الصحة العقلية، يسهل عليهم أن يسيئوا ربط مشاعر التوتر في المواقف الاجتماعية بالرهاب الاجتماعي".
لكنه يؤكد أهمية التفكير في أن عدداً كبيراً من المراهقين الذين يعانون الرهاب الاجتماعي في حق "لا يطلبون المساعدة أبداً من خدمات الصحة العقلية والنفسية ويجب بذل جهد أكبر من أجل فهم العوائق التي تحول دون تلقي دعم فعال".
وإضافة إلى العوامل الخارجية التي ترفع مستوى القلق، ربما يسهم تراجع "المرونة" بصورة عامة في تضخيم المشكلة. ويعرف هذا المصطلح على أنه القدرة على التأقلم مع المواقف غير المتوقعة أو المثيرة للتوتر (بمساعدة مجموعة من استراتيجيات التكيف الصحية)، وهذه ميزة [قدرة] ربما فقدناها في الأعوام الأخيرة، كما تشير الدراسات.
بحسب البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا) الصادر في عام 2022، وهو استطلاع رأي يجرى كل ثلاثة أعوام ويقارن أداء المراهقين بعمر الـ15 حول العالم، سجل طلبة المملكة المتحدة من الناحية الأكاديمية نتائج تفوق المتوسط لكن أداءهم جاء ضعيفاً للغاية في مجموعة من المهارات الاجتماعية والعاطفية منها مقاومة الضغط النفسي وضبط العواطف، فيما سجلوا أداء أقل من المتوسط في مجال المثابرة.
لا يجوز تفسير الاضطراب تلقائياً على أنه مؤشر إلى سوء الصحة النفسية أو مشكلة سريرية
البروفيسور أندريا دانيزي
وتقول تشارلي هارتلي المديرة التنفيذية لمنظمة تعزيز المرونة في النفوس الفتية CEO of Building Resilience In Young Minds (BRIYM)، التي تقدم دعماً في مجال الصحة النفسية والعقلية للمنظمات والمدارس والآباء والأطفال "لست أكيدة أن شبابنا يتمتعون بهذه القدرة، وأعتقد أن مجتمعنا ككل ربما خفت قدرته على المرونة والتأقلم كذلك". وتشرح بأن بناء القدرة على التأقلم لا يتعلق بالقدرة على الإتيان بفعل. بل بالمسار الذي يسمح للمرء بأن يقوم بالفعل. "لو ضربنا مثل المشي نقول: عندما نكون بعمر السنة، نقف ونقع على الأرجح. نأخذ خطوة واحدة ثم نقع. أما عملية المرونة والتكيف فهي المسار الفاصل بين المرحلتين، بدءاً باللحظة التي بدأت فيها بمحاولة المشي ووصولاً إلى اليوم، عندما أصبح المرء يمشي من دون التفكير في الموضوع [تلقائياً]. وتكمن قدرة المرء على التأقلم في عدم الاستسلام والإصرار على المحاولة والمبادرة إلى تغييرات بسيطة لتحسين الأداء إلى أن يصبح قادراً على السير".
ولا تخلو هذه العملية بالطبع من الخطأ و"السقوط"، مرات كثيرة في الحقيقة، وهو أمر صعب لأننا "كلنا نخشى الفشل"، كما تقول هارتلي. لكن لا يمكننا أن ننمو أو نتعلم أو نبني [نكتسب ونرسي] مرونتنا بلا ذلك.
يمكن اعتبار مسار التراجع في المرونة العاطفية مرتبطاً بصورة وثيقة مع خوف الجيل زد من المخاطرة أكثر من الأجيال التي سبقته. إذ كشفت الدراسات أن نسبة المراهقين الذين يدخنون ويشربون الكحول ويمارسون الجنس أو يقومون بسلوك "متهور" آخر قد انخفضت بصورة حادة خلال الأعوام الـ25 الماضية وهذا مرتبط إلى درجة كبيرة بالتفاعل المباشر بين الأشخاص. وفيما قد يبدو ظاهرياً أن عدم اعتياد شباب اليوم على الجلوس في المتنزهات العامة واحتساء قناني الكحول أمر جيد، فهو يشير كذلك إلى انتشار ثقافة الخوف من ارتكاب الأخطاء، وفقدان السيطرة والخروج من منطقة الراحة والشعور بالضعف.
وفي الحقيقة، ربما يجب علينا جميعاً أن نتخلى بصورة متعمدة عن السعي وراء حياة "بلا احتكاك بالآخرين" ونألف شعورنا بعدم الارتياح شيئاً فشيئاً إلى حد أكبر. ويشرح البروفيسور دانيزي أنه "لا يجوز تفسير الاضطراب تلقائياً على أنه مؤشر إلى سوء الصحة النفسية أو مشكلة سريرية. فمن الطبيعي جداً، بل من الضروري حتى، أن يواجه اليافعون مصاعب ويعيشوا اضطراباً في إطار نموهم العاطفي. ومن خلال خوض هذه التجارب، يتعلم المراهقون استراتيجيات أساسية للتكيف".
وتعزز هذه التجارب تدريجاً ثقة الإنسان في قدرته على التعامل مع الضغط النفسي أو الصعوبات. والأهم، كما يقول دانيزي، هو ضرورة أن تتناسب هذه التجارب مع قدرة اليافعين على التكيف "لا يتعلق الموضوع برمي المراهقين في العالم ومراقبة كيف يمكنهم أن يتصرفوا، بل بتهيئة الظروف المناسبة كي يواجهوا تحديات معقولة ويشتد عودهم".
وتشدد هارتلي على ضرورة كف الآباء عن محاولة معالجة كل المشكلات التي تواجه أطفالهم، قائلة إنه عليهم البدء بدفعهم نحو التعامل مع "النقاشات أو الأوضاع الأصعب بحيث يدركون أنهم قادرون على خوضها". وتؤكد أيضاً أهمية تثقيف اليافعين حول الاستجابة للضغط النفسي، وأشكال ظهورها في الجسم، حين يتدفق الكورتيزول والأدرينالين في مجرى الدم مثلاً بفعل الشعور "بالخطر" أو الانزعاج، وتلقينهم تقنيات ضبط المشاعر مثل تمارين التنفس وممارسة الوعي باللحظة الراهنة.
أظهرت دراسة منظمة BrainWaves شدة ارتباط العافية والرفاه والصحة النفسية والعقلية لدى المراهقين بثلاثة عوامل محددة هي: أخذ قسط كاف من النوم، والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية والمشاركة في الشعائر الدينية.
وقد بينت التجربة أن العلاج النفسي، لا سيما العلاج السلوكي المعرفي، فعال بالنسبة إلى كثيرين ممن يعانون الرهاب الاجتماعي. بعد معاناتها من انهيار عصبي منعها من مغادرة المنزل في يناير (كانون الثاني)، أصبح حال سيريس "أفضل بكثير" وبدأت بجلسات العلاج الأسبوعية مع معالج من الرابطة البريطانية للاستشارات والعلاج النفسي. وتقول "هذه أكبر خطوة أخطوها إلى الأمام في مسار السيطرة على شعوري بالقلق".
أهو جيل هش؟ كلما سمعنا عن الآثار المتراكمة لقيود "كوفيد" والأزمات العالمية أو إدمان منصات التواصل الاجتماعي الذي يرغم اليافعون على تحمله، تزداد قناعتي بأنني سأعاني شخصياً في سبيل التأقلم مع أي من هذه المواضيع. ومن غير المفيد أن نقول للمراهقين "تمالكوا أنفسكم"، لكن ربما يمكننا أن نبدأ بتشجيعهم على تجربة شيء جديد. فنقول لهم: أحرجوا أنفسكم. وغنوا كاريوكي. وقبلوا أحداً. والأهم من ذلك كله أخطئوا، لأن سقوطكم ليس هو الأهم على المدى البعيد بل نهوضكم ومحاولتكم مجدداً.