ما هي فحوصات القلب التي تُعتبر بالغة الأهمية للرياضيين الشباب؟

منذ 7 أشهر 92

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في الآونة الأخيرة، تعرّض  عدد من الرياضيين من ذوي البشرة الداكنة الذين يتمتعون بصحة جيدة إلى نوبات قلبية، مثل دامار هاملين وبروني جيمس، ما عزّز التشدّد في إجراء فحوصات القلب الشاملة للرياضيين، وهو أمر أكّد عليه العديد من الخبراء منذ سنوات، خصوصًا لدى اللاعبين الذين يصنّفون في أعلى مستويات درجة الخطورة.

وبحسب دراسة وضعت في عام 2020، وشارك بتأليفها الدكتور جوناثان دريزنر، مدير مركز طب القلب الرياضي في جامعة واشنطن، ونُشرت في مجلة الطب الرياضي البريطانية، فقد تبيّن أنّ لاعبي كرة السلة الشباب من ذوي البشرة الداكنة لديهم فرصة واحدة من كل 2000، للإصابة بنوبة قلبية مفاجئة، وذلك بالمقارنة مع نظرائهم من ذوي البشرة البيضاء الذين لديهم فرصة واحدة من كل 5000، وفقًا لما ذكره البحث..

هذه الإحصائية تُشغل بال دريزنر كثيرًا، ويأمل أن يكون جميع اللاعبين قد خضعوا لفحص شامل للقلب، إذ قال: "ليس لديهم أي عذر لعدم القيام بذلك".

مما تتألّف هذه الفحوصات؟ 

ويخضع غالبية الرياضيين، حتى أولئك في المدارس الثانوية، لفحص القلب. وغالبًا ما يتضمن جمع معلومات حول تاريخ العائلة، وإجراء فحص بدني أساسي.

قد يجيب الرياضي على أسئلة مثل، هل سبق لك أن شعرت بضيق في صدرك أثناء التمرين؟ أو هل توفي أحد أفراد الأسرة أو قريب لك بسبب مشاكل في القلب؟

ويقوم الطبيب بقياس أمور مثل ضغط الدم، والنبض، والاستماع إلى نفخات القلب.

فحوص للرياضيين الشباب Credit: Hristo Rusev/Getty Images

يذهب برنامج فحص القلب التابع لـUGA إلى أبعد من ذلك. منذ عام 1995، قامت الجامعة بتضمين تخطيط كهربية القلب (ECG) وتخطيط صدى القلب لجميع الطلاب الرياضيين كجزء من الفحص البدني قبل المشاركة.

ينظر تخطيط كهربية القلب إلى النشاط الكهربائي للقلب، فيما يبيّن تخطيط صدى القلب تدفق الدم عبر القلب وصماماته. 

وقال الدكتور جوناثان هو يون كيم، طبيب القلب الرياضي الذي يقدم الاستشارة لـUGA Athletics، إن "وجود تاريخ عائلي لهذا النوع من أمراض القلب الوراثية لدى الشباب يُعتبر مؤشرًا قويًا على ضرورة إجراء فحص صدى". 

لكنّ كيم  الذي يشغل أيضًا منصب مدير طب القلب الرياضي وأستاذ مساعد في جامعة إيموري، لا يعتقد أنّ  تخطيط صدى القلب ضروري في مختلف المجالات. 

وأوضح دريزنر أنّ سبب ذلك مرّده إلى أن تخطيط كهربية القلب يُعتبر أداة فحص متقدمة، بينما مخطط صدى القلب هو أداة تشخيصية.

ليس مثاليًا

ويدرك كيم ألّا وجود لفحص مثالي، إذ أوضح: "سواء كنت تتحدث إلى الرياضيين أو تفحص مرض السرطان، فلن تتمكن من اكتشاف كل شيء".

فحوص للرياضيين الشباب يرتدي بروني جيمس رقم 6 من فريق USC Trojans جهاز استشعار لمعدل ضربات القلب على ذراعه أثناءتمارين التحمية قبل مواجهة فريق Gonzaga Bulldogs خلال Legends of Basketball Las Vegas Invitational بـMGM Grand Garden Arena في 2 ديسمبر 2023 بلاس فيغاس. Credit: Ethan Miller/Getty Images

وأشار دريزنر إلى إنه حتى لو لم تتمكن هذه الفحوصات من الكشف عن كل مشكلة، فإن كل رياضي إضافي يعاني من حالة قلبية يمكنهم التعرف عليها، يمثل فرصة للمساعدة، مضيفًا أن فحص تخطيط القلب، بالإضافة إلى تاريخ العائلة، والفحص البدني هو أفضل ممارسة لفحوصات أمراض القلب.

ولفت إلى أنه"يمكننا التدخل في غالبية تلك الحالات وجعلها أكثر أمانًا". 

ورأى لانس شومان كبير المدربين الرياضيين المساعدين لفريق كرة السلة للرجال في UGA، أنه بالنسبة للرياضيين الذين قد لا يعانون من مشاكل سابقة أو فورية، يمكن لهذه الأنواع من الفحوصات تزويد المدرسة أو الفريق بالمعلومات الأساسية.

يمكن أن يساعدهم ذلك على تحديد مدى خطورة أي تغيير أو ضرر قد يرونه خلال الموسم، ويساعدهم على تحديد مسار العمل.

الهدف من فحوصات القلب هذه ليس استبعاد الرياضيين، إذ شدّد كيم على أن "هذه فرصة لوضع شاب ربما لم يكن ليرى طبيبًا، أمام طبيب".

يتعلق الأمر أيضًا بصحتهم المستقبلية.

وقال ريفستيك:"نريد التأكد أنه من الآمن بالنسبة لك ممارسة ألعاب القوى في جامعة جورجيا. كما نريد التأكد من أنك قد تكون على علم بحالة قد تؤثر عليك مع تقدمك في العمر".

لماذا تطال هذه الحالة الرياضيين الشباب من ذوي البشرة الداكنة؟

قال كل من كيم ودريزنر إنه ما من بيانات تشير إلى سبب بيولوجي وراء ارتفاع معدل الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة والوفاة لدى الرياضيين الشباب من ذوي البشرة الداكنة. 

وأشار كيم إلى أن ذلك يعكس في الواقع ما يحدث بين عامة السكان.

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2015، أن 175 رجلاً من ذوي البشرة الداكنة لكل 100 ألف في الولايات المتحدة، تعرّضوا لنوبة قلبية مفاجئة، مقارنة بـ84 رجلاً من ذوي البشرة البيضاء، في الفترة الممتدة بين 2002 و2012.

وتابع: "هذه هي أمراض القلب الهيكلية الموروثة، ومتلازمات عدم انتظام ضربات القلب الهيكلية. لا توجد بيانات تظهر أو تشير إلى أن الأفراد والشباب، ضمنًا الرياضيين من ذوي البشرة الداكنة أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذه الحالات. وهذا أمر منطقي بالنسبة لي، لأن العرق هو بناء اجتماعي". 

ولهذا السبب، يعتقد كيم أنه من المهم النظر في  كيفية تأثير المحددات الاجتماعية للصحة على هذه النتيجة.

وبالتسبة لدريزنر: "الطريقة التي أصيغ بها الأمر هي أنه ليس العرق، بل ربما العنصرية التي أدّت إلى زيادة السكتة القلبية المفاجئة لدى الرياضيين من ذوي البشرة الداكنة. وهذا تصريح هائل، لكنه في الحقيقة تصريح يحتاج إلى التحقيق فيه، لأنه ممكن".

العودة إلى الملعب

أوضح كيم أن هناك صورة أوضح عن مدى زيادة ممارسة الرياضة للمخاطر بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية محددة، مشيرًا إلى أن "بعض الدراسات الجديدة أظهرت أنه لدى الأشخاص الذين يعانون من اعتلال عضلة القلب المزمن والذين يمارسون الكثير من التمارين الرياضية العنيفة، لا يختلف هذا الخطر من حيث نوع النتائج القلبية الضارة مقارنة بالمريض المصاب باعتلال عضلة القلب المزمن الذي لم يكن نشطًا بالقدر ذاته".

لكن قرار الاستمرار في اللعب سيكون دومًا تبعًا لكل حالة على حدة، بحسب ما ذكره كيم، وهو في النهاية قرار مشترك بين الأطباء، والرياضيين، والعائلة، والمدرسة.