تشهد منطقة غاليسيا في إسبانيا تدفقاً هائلاً من السياح، مما تسبب في إزعاج سكان قرية أو هيو. وللتعامل مع هذا الازدحام المزعج، ابتكر السكان تقنية فريدة لإبعاد السياح واستعادة الهدوء في قريتهم.
رفع سكان قرية أو هيو في وجه السياح شعار "لن تمروا"، لم يكن هذا الشعار مقتصرًا على فيلم "سيد الخواتم"، بل أصبح له معنى أيضًا في إسبانيا، خاصة بالنسبة إلى سكان "أو هيو" وكل شبه الجزيرة الواقعة في غاليسيا. ومع تزايد أعداد السياح وسلوكياتهم التي يعتبرها السكان أحيانًا غير لائقة، وجدوا وسيلة لإزعاجهم ومنعهم من الوصول إلى شواطئهم الثمينة.
أصبحت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي شائعة، ففي يوم الأحد، 25 أغسطس، قام حوالي ستين من سكان "أو هيو" بإقامة حاجز في الساعة 11:30 صباحًا. وتناوبوا على شق ثلاثة معابر للراجلين في المدينة بشكل مستمر، مما أدى إلى إعاقة الوصول إلى الشاطئ، كما أوضحت صحيفة "لا فوز دي غاليسيا".
ليس كل السياح مزعجون بل البعض منهم
نتيجة لذلك، حدث اختناق مروري هائل من السيارات وعربات التخييم التي حاولت الوصول إلى شواطئ "بينتينس" و"فيلا نوفا" و"نيرغا"، وهي شواطئ تحظى بشعبية كبيرة في غاليسيا.
كما أفاد موقع "إل إسبانيول"، بأنّ السكان لا يحتجون ضد السياح بشكل عام، بل ضد جزء منهم. ويرجع ذلك بشكل خاص إلى العدد الكبير من السيارات التي تُركن بشكل عشوائي في الشوارع وحول الشواطئ، مما يمنع السكان من التنقل بحرية في مدينتهم. وهي ظاهرة تتفاقم، وفقًا للشهادات، من صيف إلى آخر.
السياحة المفرطة في إسبانيا
لم يكن سكان "أو هيو" أول من يثير قضية "السياحة المفرطة" في إسبانيا، فقد حدثت عدة مظاهرات، خاصة في برشلونة، حيث يحتج سكان العاصمة الكتالونية على ارتفاع الإيجارات وصعوبة العثور على سكن، بسبب تزايد الإيجارات الموسمية المتأتية خاصة من السياحة. ولم يقتصر الأمر عند النزول إلى الشوارع، بل قام بعض السكان بمهاجمة السياح مباشرة، حيث قاموا برشهم بالمياه من مسدسات مائية لإجبارهم على مغادرة التراسات التي كانوا متواجدين فيها.
كما ذكرت صحيفة "لو موند" في عام 2023، بأنّ إسبانيا كانت الوجهة السياحية الثانية الأكثر شعبية في العالم بعد فرنسا، مع تصدر كتالونيا وجزر البليار وجزر الكناري قائمة الوجهات الأكثر جاذبية.