"لم تكن مفاجأة": قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. تقرير يكشف محادثات الثلاثي الأوروبي مع واشنطن

منذ 6 أشهر 68

أفادت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن البيت الأبيض لم يكن سعيدا بإعلان إيرلندا وإسبانيا والنرويج الاعتراف رسميا بدولة فلسطينية "مستقلة"، لكن "الخطوة لم تكن مفاجئة".

وكشفت المجلة كواليس الأيام التي سبقت هذا الإعلان، الذي أثار غضب تل أبيب ودفع الدولة العبرية إلى استدعاء سفراء الدول الثلاث.

وذكرت المجلة نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإيرلنديين، قولهم، إنه خلال الأيام التي سبقت الإعلان، أجرى بعض المسؤولين الأوروبيين مناقشات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، "لتجنب إغضاب البيت الأبيض"، مشيرة إلى أن بايدن يؤمن بأن الدبلوماسية المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين الرئيس هي أفضل طريقة للوصول إلى حل الدولتين.

"قبلوه كتطور لا مفر منه"

ولفت مسؤول أيرلندي بارز للمجلة، إلى أنه خلال المحادثات الخاصة، "أكد مسؤولون في إدارة بايدن أنه على الرغم من رفض واشنطن للخطوة، إلا أنهم يتفهمون سبب اتخاذنا هذا القرار الآن، ويبدو أنهم قبلوه كتطور لا مفر منه".

وأكد المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته أنه خلال المناقشات "لم تكن هناك معارضة حقيقية".

هذا ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول أمريكي مطلع على المناقشات، قوله إن واشنطن أوضحت للدول الثلاث بشكل واضح، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لن يكون مفيدا".

وانتقدت واشنطن الأربعاء الخطوة، مشيرة إلى أن "الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات وليس باعتراف من أطراف منفردة".

ومع ذلك، تعتقد الإدارة - أو على الأقل تأمل، أن هذه الخطوة التي اتخذتها الدول الأوروبية الثلاث، إسبانيا والنرويج وإيرلندا لن تدفع إلى المزيد من التوترات العالمية بشأن الحرب في غزة.

وتابع المسؤول الذي رفض هو أيضاً الكشف عن هويته، أن "هذه الخطوة تعتبر حقيقة لا مفر منها في سياسات إسبانيا وأيرلندا، بينما النرويج لديها أسباب خاصة (بسبب اتفاقيات أوسلو) ". في إشارة إلى اتفاقيات السلام عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي أسست لعملية سلام تفضي إلى حل الدولتين، والتي تعثرت في نهاية المطاف".

ولذلك، حرص الدبلوماسيون في وزارة الخارجية الأيرلندية على إبلاغ نظرائهم في واشنطن بكل محادثة أجروها مع الحكومات الأوروبية ذات النهج المماثل، مثل بلجيكا، ومالطا، والنرويج، وسلوفينيا، وإسبانيا، بينما كانوا يسعون إلى تحقيق هدف مشترك.

وقال المسؤول الأيرلندي "لم يكن بوسعنا أن نكون أكثر وضوحا بشأن نوايانا قبل أسابيع، إن لم يكن أشهر، للتأكد من عدم حدوث مفاجآت أو إثارة شكوك في واشنطن لسنا بحاجة إليها".

ورحبت الرئاسة الفلسطينية بالقرار. وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أنه "بهذه الخطوة المهمة، أثبتت هذه الدول مرة أخرى التزامها الثابت بحل الدولتين وتحقيق العدالة التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني".

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الاعترافات "تأتي انسجاما مع القانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ما سيساهم بدوره بشكل إيجابي في جميع الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

هذا واعتبرت حركة حماس هذا الاعتراف "خطوة مهمة لتثبيت حقنا في أرضنا".

وقالت الحركة في بيان لها "ندعو الدول للاعتراف بحقوقنا الوطنية ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال وإنهاء الاحتلال".