على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة، يعود الفلسطينيون الذين اضطروا إلى النزوح لتفقد منازلهم، فتستقبلهم رائحة الموت والدمار من كل حدبٍ وصوب.
يبدو أن حجم الأزمة في القطاع تتعمّق يوماً بعد يوم، فقد تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال أكثر من عشر جثث، اليوم السبت، من منطقة سكنية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي شهدت قصفًا مكثفًا في الأسابيع الأخيرة.
عثر الدفاع المدني على جثث 16 شخصًا في مدينة حمد، وهي منطقة مرتفعة غرب خان يونس، ونُقل القتلى إلى مستشفى ناصر في المدينة.
وذكرت هيئة الدفاع المدني أن المسعفين عثروا في أحد المنازل المدمرة على ثلاثة قتلى، وكانوا يبحثون عن ثمانية آخرين مفقودين تحت الأنقاض.
وقد تعرضت مدينة حمد إلى دمار هائل، وطالت الأضرار الطرقات والمباني السكنية.
مدينة شبه منكوبة
يُشير المتحدث باسم الدفاع المدني في خان يونس إلى أن مدينة حمد أصبحت شبه منكوبة، فمعظم مبانيها مدمرة. لكن طواقمنا تعمل على أمل انتشال بعض ما تبقى من الشهداء، علماً أن طواقمنا تفتقر للآليات الثقيلة التي نحتاجها في مثل هذه الحالات“.
وبيد أن الموت البطيء يلاحق سكان غزة، فمن لم يفقد عزيزاً، فقد منزلاً كان يوماً يأوي إليه.
عاد الفلسطينيون، بما في ذلك النساء، إلى المنطقة بعد إعلان القوات الإسرائيلية انسحابها الجزئي منها.
وقد تفقد بعضهم الدمار الذي حل بمنازلهم وحاولوا جمع ما تبقى من ممتلكاتهم.
قالت نيفين خضر، وهي امرأة كانت من بين العديد من الفلسطينيين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم في المنطقة: ”عدنا اليوم ولم نجد شيئًا، لا شقق ولا أثاث ولا منازل، فقط الدمار. نحن نموت ببطء. لو أطلقوا رصاصة الرحمة لكان أفضل مما يحدث لنا".
وتحدث أحمد إسماعيل، وهو نازح آخر، قائلاً إنه هرع إلى المنطقة صباح السبت لتفقد شقته، لكنه وجدها قد سويت بالأرض.
وأضاف بينما كان يحمل مفاتيح منزله: ”جئت إلى هنا ولم أجد أي منزل".