كيف علقت كندا والمكسيك والصين على فرض ترامب رسوماً جمركية على وارداتها؟

منذ 4 ساعة 11

وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم السبت، مرسوماً تنفيذياً يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات من الصين و25% على الواردات من المكسيك وكندا، في خطوة تعتبر تصعيداً في الحرب التجارية مع حلفاء الولايات المتحدة.

تشمل الرسوم مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك السلع المصنعة والطاقة المستوردة من كندا، مثل النفط والغاز والكهرباء.

كما برر ترامب هذه الرسوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً إنها ضرورية "لحماية الأمريكيين"، مُطالباً الدول الثلاث -الصين والمكسيك وكندا - باتخاذ مزيد من الإجراءات للحد من تصنيع وتهريب مادة الفنتانيل المخدرة غير القانونية. كما شدد على ضرورة أن تقوم كندا والمكسيك بتقليل تدفق الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.

هذا يُتوقع أن يُسهم قرار ترامب في تفاقم التضخم داخل الولايات المتحدة، حيث قد يؤثر بشكل كبير على أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود والسيارات. الخبراء حذروا من أن هذه الإجراءات قد تعطل النمو الاقتصادي وتؤدي إلى تقلبات اقتصادية، وهو ما قد يؤثر على مصداقية ترامب بين الناخبين الذين وضعوا ثقتهم فيه لتحسين الوضع الاقتصادي.

ردود الأفعال الدولية

على الفور، ردت الدول المتضررة بالغضب، حيث أعلن رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، أن بلاده ستفرض رسوماً مماثلة بنسبة 25% على ما قيمته 155 مليار دولار من الواردات الأمريكية، بما في ذلك الكحول والفواكه، مؤكدًا أن كندا كانت دائماً إلى جانب الولايات المتحدة في أوقات الأزمات العالمية، متسائلاً عن سبب اتخاذ هذه الخطوة "التي تقسمنا بدلاً من توحيدنا".

أما في المكسيك، فقد رفضت الرئيسة المكسيكية، كلاوديا شينباوم، الاتهامات الأمريكية بوجود تحالف مع المنظمات الإجرامية، قائلاً إن المكسيك ستتخذ تدابير انتقامية، بما في ذلك فرض رسوم جمركية، لحماية مصالحها الاقتصادية.

في الصين، استنكرت وزارة الخارجية الإجراءات الأمريكية، مشيرة إلى أن الحكومة الصينية ستتخذ التدابير اللازمة للدفاع عن مصالحها. كانت الصين قد بدأت في تنظيم المواد المرتبطة بالفنتانيل في 2019، وواصلت التعاون مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة المخدرات، لكنها طالبت واشنطن بتصحيح ما اعتبرته "أعمالاً غير عادلة".

تأثير الرسوم على الاقتصاد الأمريكي

من المتوقع أن تضر الرسوم الجمركية الأمريكية بالاقتصاد الأمريكي، حيث أظهرت دراسة حديثة من مختبر الميزانية في جامعة ييل أن الأسر الأمريكية قد تخسر ما يعادل 1,170 دولاراً من دخلها بسبب هذه الرسوم. علاوة على ذلك، قد يؤدي تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار إلى حدوث اضطرابات اقتصادية تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين الأمريكيين.

تُعد هذه الرسوم جزءاً من سياسة ترامب الاقتصادية التي تهدف إلى تقليل العجز التجاري مع الدول الأخرى، وتحقيق "أمريكا أولاً". لكن الخبراء شككوا في فاعلية هذه السياسة، خاصة أنها قد تؤدي إلى رفع تكاليف المنتجات الأساسية للمستهلك الأمريكي.

ستدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ يوم الثلاثاء المقبل، ما سيؤدي إلى تصعيد الأزمة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وكل من كندا والمكسيك والصين.

وفي الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد الأمريكي تحديات كبيرة، يخطط ترامب لفرض مزيد من الرسوم على واردات أخرى في المستقبل، بما في ذلك الرقائق الإلكترونية والنفط من الدول الأوروبية.