كيف زرعت إسرائيل المتفجرات في أجهزة البيجر وخدعت حزب الله؟

منذ 1 شهر 35

لم يكن حزب الله فاقدا لليقظة عندما استورد أجهزة "البيجر"، فقد أخضعها للفحص، لكن أجهزة الرصد لم تكتشف شيئا، وبعد أشهر وقعت الانفجارات التي أصابت الآلاف ما بين قتيل وجريح.

في مطلع العام الجاري، وصلت شحنة من أجهزة النداء المعروفة باسم "البيجر" إلى لبنان، ولم يكتشف أحد أمرها حتى انفجر الآلاف منها بشكل متزامن في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وأسفر انفجار هذه الأجهزة عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله وآخرين، كما انفجرت بعد ذلك أجهزة اتصال لاسلكية أخرى، تعرف باسم "ووكي توكي آيكوم".

وظلت الكيفية التي انفجرت فيها هذه الأجهزة لغزاً، وتداول الكثيرون روايات متعددة تحاول تفسير ما حدث.

جاء في تقرير لوكالة "رويترز"أن البطاريات التي كانت موجودة داخل أجهزة "البيجر"، وصلت إلى لبنان مطلع العام الجاري، وكانت جزءاً من مؤامرة إسرائيلية لتدمير حزب الله، وأن لهذه البطاريات مزايا خادعة، بحيث يصعب اكتشافها.

المتفجرات بلاستيكية

وبحسب الوكالة، فإن الأشخاص الذين صمموا بطارية "البيجر" أخفوا شحنة صغيرة من المتفجرات البلاستيكية، لكنها قوية مع صاعق لها، وكانت هذه المواد غير مرئية بالنسبة للأشعة السينية، وذلك طبقاً لمصدر لبناني على معرفة بهذه الأجهزة، وصور تفكيك حزمة البطارية.

ومن أجل تضليل حزب الله وإبعاد الشبهات، أنشأ عملاء الاستخبارات متاجر وصفحات وهمية على الإنترنت، كما يظهر استعراض أرشيف الإنترنت الذي أجرته "رويترز".

التصميم الخفي لقنبلة "البيجر" والقصة المختلقة بعناية لتصنيع البطارية، يلقي الضوء على عملية استمرت سنوات ووجهت ضربة غير مسبوقة لعدو إسرائيل اللدود، حزب الله، ودفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية.

وبحسب مصدر لبناني بالإضافة إلى الصور، فقد جرى وضع ورقة مربعة تحتوي على 6 غرامات من مادة "رباعي نترات خماسي إيريثريتول"، وهي متفجرات بلاستيكية، جرى ضغطها بين خليتين مستطيلتين للبطارية.

وبالإضافة إلى هذه المادة، وضع شريط من مادة أخرى شديدة الاشتعال، يعمل كصاعق تفجير، وتتكون البطارية الداخلية في جهاز الاتصال من 3 طبقات، إحداها تحتوي على المادة المتفجرة.

وذكر المصدر واثنان من خبراء المتفجرات أن عملية التجميع هذه غير عادية، لأنها لم تعتمد على صاعق تفجير تقليدي، وهو في العادة أسطوانة معدنية.

ولم تكن المواد المستعملة في المتفجرات تحتوي على أي مكونات معدنية، وكانت هذه ميزة فالمتفجرات البلاستيكية لا تكشفها الأشعة السينية.

قال شخصان مطلعان على الأمر إن حزب الله بحث عن وجود متفجرات بعد استلام أجهزة النداء في فبراير/شباط من العام الجاري، ووضعها في أجهزة مسح أمنية في المطارات لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على متفجرات، ولم يتم الإبلاغ عن أي شيء مريب.

وفي وقت ما، لاحظ حزب الله أن البطارية تنفد بشكل أسرع من المتوقع، بحسب المصدر اللبناني، لكن يبدو أن هذه القضية تثير مخاوف أمنية كبيرة لدى الحزب، إذ استمر في تسليم أجهزة النداء قبل ساعات من الهجوم.

في 17 سبتمبر/أيلول، انفجرت آلاف أجهزة النداء في وقت واحد في الضاحية الجنوبية لبيروت ومعاقل حزب الله الأخرى، في معظم الحالات بعد أن أصدرت الأجهزة صفيراً، مما يشير إلى رسالة واردة.

ومن بين الضحايا الذين تم نقلهم إلى المستشفى، كان العديد منهم مصابين بجروح في العين أو أصابع مبتورة أو ثقوب كبيرة في بطونهم، مما يشير إلى قربهم من الأجهزة وقت التفجير.

وفي المجموع، أدى هجوم أجهزة النداء، وهجوم ثان في اليوم التالي قام بتنشيط أجهزة اتصال لاسلكية مسلحة، إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة أكثر من 3400.

المصادر الإضافية • رويترز