كيف تواجه 3 أجيال من النساء الحرب في غزة؟

منذ 1 شهر 34

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يتحمل كل جيل عبء الحرب بشكل مختلف، لكن الألم والخسارة والقدرة على الصمود تربطهم جميعًا. وسلطت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تقرير يحمل عنوان "حياة مهشمة وروح ترفض الانكسار" الضوء على التحديات التي تواجهها ثلاثة أجيال من النساء يتحملن في كثير من الأحيان العبء الأكبر، ويكافحن لحماية أسرهن ومستقبلهن وسط الفوضى والدمار.

وقالت ثريا الفوراني التي تبلغ من العمر 82 عامًا: "شكل النزوح مسار حياتي. أتذكر بوضوح ذلك اليوم من عام 1948 عندما داهمتنا الميليشيات الإسرائيلية. جمع والدي أسرتنا على عجل، وتركنا منزلنا في الفالوجة، وهي قرية صغيرة بين الخليل وغزة. وجدنا ملاذًا في خان يونس، تاركين كل شيء وراءنا".

ورغم أن ثريا تحملّت ويلات سبعة حروب، جردتها كل واحدة منها من كرامتها واستقرارها، إلا أنها اعتبرت أن الحرب الأخيرة في غزة هي الأكثر قسوة، في ظل عدم توفر الطعام، والماء، والضروريات الأساسية، إذ أوضحت: "أخذت مني الحرب كل شيء، منزلي، وكرامتي، والماضي، والمستقبل".

من جهتها، لم تتخيّل خلود الفوراني، حفيدة ثريا، البالغة من العمر 28 عاماً، أن الحرب الأخيرة ستجردها من منزلها، وذكرياتها الثمينة، وأحباءها، إذ برأيها أن الأمل في السلام يبدو وكأنه حلم بعيد المنال، بعدما كسرته الخسارة والألم المستمر.

وقالت خلود: "صار النزوح جزءًا من حياتنا الجديدة القاسية. في ملجأنا الأخير، بمستشفى الأمل، استيقظنا لنجده محاصرًا بالجنود والدبابات الإسرائيلية، مما أجبرنا على النزوح مرة أخرى"، موضحة: "لن أنسى أبدا ألم فقدان صديقتي العزيزة إخلاص، التي توفيت مع رضيعها بعد أسبوعين فقط من الولادة".

رغم صغر سنها، عانت لين نحال، المولودة في غزة، والتي تبلغ من العمر 14 عامًا فقط من صدمة خمس حروب، وواجهت النزوح أكثر من أربع مرات.

وقالت نحال التي تعيش الآن في خيمة لا توفر مهربا من حرارة الصيف الحارقة أو برد الشتاء القارس: "غيرت هذه الحرب حياتي إلى الأبد. لقد نزحنا مرارًا وتكرارًا، ضاعت فرصتي التعليمية وفقدت أصدقائي. الخوف الملازم لنا أصبح يفوق الوصف. في الماضي، كان لدينا القدرة على شراء الطعام، والفاكهة، والملابس.. أما الآن فيتكدس ثمانية منا في خيمة هشة. اضطررت إلى تحمل مسؤوليات لم أكن أعتقد أنني سأتحملها، مثل رعاية أخواتي الأصغر سنًا".

وأضافت نحال: "أشعر كما لو أنني أفقد مستقبلي وتعليمي وطفولتي. حلمي هو إنهاء هذه الحرب، وأن أصبح معلمة تاريخ حتي أشارك قصة تاريخ فلسطين ومعاناتنا التي لا تنتهي".