هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
اتهمت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بتعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للمرة الثانية على التوالي، في عمليات مراقبة رصدت تداخلات في إشارات (GPS) في المناطق الحدودية منذ يوم الجمعة وحتى يوم السبت.
وأشارت الهيئة إلى أن هذه الأنشطة قد أثرت على حركة عشرات الطائرات المدنية وعدد من السفن، ما دفع الجيش الكوري الجنوبي إلى تحذير الطائرات والسفن القريبة من المناطق الحدودية الغربية.
ولم يحدد الجيش تفاصيل واضحة حول كيفية قيامكوريا الشمالية بتعطيل الإشارات أو مدى التشويش الذي تسببت به. ومع ذلك، أصدر الجيش بيانًا حث فيه كوريا الشمالية على "وقف استفزازات التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي فوراً"، محذرًا من أنها ستكون "مسؤولة عن أي عواقب ناتجة عن هذه الأنشطة".
وفي سياق متصل، أشار المحلل سوكجون يون، على موقع "38 نورث" المتخصص في شؤون كوريا الشمالية، إلى أن هذا التشويش يعكس ضعف مطار إنتشون الدولي، بوابة النقل الأساسية لكوريا الجنوبية، والذي يبعد أقل من 100 كيلومتر عن كوريا الشمالية. ويعد المطار محورًا رئيسيًا للنقل، حيث يخدم 56 مليون شخص وينقل حوالي 3.6 مليون طن من البضائع سنويًا.
وأوضح يون أن تشويش (GPS)، رغم عدم تسببه في حوادث طيران كبيرة حتى الآن، إلا أنه يعرض الطائرات التجارية التي تحلق في ظروف رؤية ضعيفة للخطر، معتبرًا ذلك انتهاكًا للاتفاقيات الدولية المتعلقة بسلامة الطيران. وأضاف أن المطار تأثر ببالونات قمامة أطلقتها كوريا الشمالية 12 مرة في هذا العام وحده، مما تسبب في تعطيل عمليات المطار لمدة إجمالية بلغت 265 دقيقة.
في الوقت نفسه، تصاعدت التوترات بين الكوريتين هذا العام، خاصة مع تباهي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغأون بقدراته النووية والصاروخية، وتبنيه استراتيجيات هجومية نفسية وسيبرانية، من بينها إرسال آلاف البالونات المحملة بالنفايات والمنشورات الدعائية المعادية عبر الحدود.
وذكرت مصادر كورية جنوبية أن الشمالية كثفت أنشطتها في التشويش على إشارات (GPS) منذ مايو/أيار الماضي، عندما بدأت بإطلاق البالونات كجزء من ردها على أنشطة مدنية كورية جنوبية تضمنت إرسال منشورات دعائية مناهضة للنظام الكوري الشمالي.
إضافة إلى هذه الاستفزازات، زادت المخاوف الدولية بشأن تقارير تشير إلى تزويد كوريا الشمالية روسيا بمعدات عسكرية وأفراد لدعم حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.
وأكد مسؤولون كوريون جنوبيون أن التوافق المتزايد بين موسكو وبيونغيانغ قد يسهم في نقل تكنولوجيا عسكرية روسية إلى كوريا الشمالية، مما يعزز تهديد برنامج كيم النووي ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في شبه الجزيرة الكورية