♦ الملخص:
مراهق ارتبط بفتاة مدة ثلاث سنوات، أخفى عنها حقيقة اسمه وعمره، ولما مات والده، زهِد العلاقة معها، وتركها، لكن نفسه تلومه بشدة على ما فعله، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
أنا شابٌّ عمري ثماني عشرة سنة، أحافظ على صلاتي منذ نعومة أظفاري، تعرفت على فتاة في الخامسة عشرة، وتواصلنا مدة ثلاث سنوات، وكنت أكذب بشأن اسمي وعمري وحالتي المادية، لكن بعد وفاة والدي مات كل شيء فيَّ، ورغِبتُ في قطع العلاقة معها، فأخبرتها أني سوف أتزوج، فحزنت لذلك، وأخبرتني أنها كانت تريدني زوجًا لها، فأردت التخفيف من حِدَّةِ الموقف؛ فأظهرت لها رغبتي في الزواج منها أيضًا، وهذا ليس صحيحًا، وقلت لها: إنني أريد الزواج من غيركِ، ولستُ المناسب لكِ، ولقد ندمت على دخولي في هذه العلاقة، وتُبت إلى الله، وقطعت التواصل معها مطلقًا، لكني أشعر بالذنب الشديد، وألوم نفسي كثيرًا، وتأتيني أفكار وسواسية أن امرأة ستأتي في حياتي وتكذب عليَّ، فهل سيغفر الله ذنبي؟ مع أنني كنت ناصحًا أمينًا لها، ولم أعِدها يومًا بالزواج، ولا نطقت لها بكلمة الحب، فهل يكفيني الاستغفار؟
أولًا: أسأل الله أن يُثبِّتك على طاعته، ويجعلك من المحافظين على الصلاة، ويثبِّت قلبك على دينه.
ثانيًا: ما دام ضميرك يُؤنبُك على فعلك لهذه العلاقة مع تلك الفتاة، بدون وجه شرعي، والكذب عليها، فهذه كلها مؤشرات خيرٍ وصلاح، والاستغفار والتوبة والندم، والعزم على عدم العودة لهذا المسلك، كله من علامات التوبة النصوح، إذا اقترنت بالإخلاص لله تعالى.
ثالثًا: اطوِ هذه الصفحة من حياتك، ولا تفكر فيها أبدًا، واقطع كل الوسائل التي تذكرك بهذه العلاقة، من هواتف أو رسائل أو صور، أو غيرها، ولك مدخل في ذلك؛ حيث قلتَ لها: (إنني أريد الزواج من غيركِ، ولستُ المناسب لكِ)، فهي بديهي ستقنع، وتعيش حياتها، بعيدًا عن التفكير فيك.
رابعًا: لا تحمِل همًّا في موضوعها، ما دمتَ تُبتَ إلى الله، ولم تؤذِها في شيء، وكنت ناصحًا لها، فهذه كلها كفيلة بعدم تأنيب ضميرك تجاهها.
خامسًا: لا تفكر في الرجوع إليها، حتى إن كنت تريد الزواج منها؛ لأن الصورة الأولى في الحديث معها عن حياتك ووضعك المادي، واسمك وغيرها، ما زالت عالقة في ذهنها، وهي كلها كذب، فإذا اكتشفت الحقيقة بعد الارتباط بها، فستشعر بعدم الأمان معك؛ لأنها تتحسس من أي شيء، أنك تكذب عليها، فتعيش في دوامة الشك والخوف لكل موقف حياتي، ولو كان صحيحًا.
سادسًا: ابحث عن فتاة صاحبة دين وخلق، وستر وعفاف، تُعينك على الطاعة، واجعل حديثك، وتعاملك معها بالصدق والشفافية، في الأمور الحياتية، ما لم تكن بعض الحقائق مفسدة، فهنا تجوز التورية، وعدم إيضاح الحقيقة؛ للمصلحة.
سابعًا: أكْثِرْ من الدعاء لله تعالى، بقبول توبتك، والاستغفار، والدعاء لها بالتوفيق والثبات، واستعِن على أمور دينك ودنياك، بتقوى الله تعالى في كل أقوالك وأفعالك.
سائلين المولى لك دوام التوفيق والسداد.