♦ الملخص:
شاب لديه مشاكل جنسية، يتعالج منها، ولديه مشاكل مالية؛ فهو يساعد والديه في سداد الديون والأقساط، لكن لديه رغبة كبيرة في الزواج، ويفكر في الزواج من نسوة مطلقات، ويسأل: هل يتزوج أو ينتظر حتى يكمل علاجه، ويكوِّن نفسه ماليًّا؟
♦ التفاصيل:
أنا شاب في منتصف العشرينيات، أعمل في التعبئة والتغليف في أحد المولات التجارية، راتبي ثلاثة آلاف جنيه، لديَّ مشاكل في الهرمونات، وشبه ضعف جنسي، وأتابع العلاج مع مركز مصر للذكورة، لكني انقطعت فترة؛ نظرًا للأحوال المالية لأهلي، ولأنني كنت أبحث عن وظيفة، لكني الآن أعمل براتب ثابت، وأساعد والديَّ، في سداد الجمعيات والأقساط والديون، ورغم أن لديَّ مشاكل صحية ما زلت أعالجها، غير أن لديَّ رغبة عارمة في الزواج، والحمد لله قدرة العضو على الانتصاب جيدة، أنا مخيَّر بين أكثر من امرأة؛ فثمة بنت جميلة وجذابة تسكن إلى جواري، لكنها تكبرني بثماني سنوات، وهي لا تفكر أصلًا في الزواج، لكني أخشى أنها تريد أن تتزوج من رجل يُنجب، ولن تنتظر حتى أكملَ علاجي، ومن ناحية أخرى هناك امرأتان مطلقتان مصابتان بمرض السكري، من قريباتي، تجاوزتا الأربعين، لكنهما جميلتان وجذابتان أيضًا، ومن ناحية ثالثة هناك امرأة عمرها ضعف عمري، ذات خلق، مطلقة، جميلة، سن أولادها قريب من سنِّي وهم يعيشون مع والدهم القاسي، سؤالي: هل الحل أن أتزوج إحداهن أو أنتظر حتى يتم الله شفائي، ويكون دخلي كبيرًا؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فأنت سألت سؤالًا محددًا؛ وهو هل تتزوج إحدى النساء اللاتي ذكرتهن في رسالتك، أم تنتظر حتى تكمل رحلتك العلاجية وتُشفى تمامًا، وأيضًا حتى يتوفر لديك المال اللازم الذي يُعينك بإذن الله على الجمع بين مساعدتك والديك على متطلبات الحياة، وسداد الديون، وعلى توفير متطلبات الزواج؟
فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: ذكرت أن لديك رغبة شديدة في الاستعفاف تصطدم بما تعانيه من مشاكل صحية، قد تؤثر في الاستعفاف والإعفاف، وفي الإنجاب؛ لذا لا بد من مواصلة العلاج، حتى تتأكد من الشفاء التام بإذن الله.
ثانيًا: ما ذكرته من تفكيرك في الزواج من كبيرات في السن أكبر منك بكثير، أقول: إذا تم شفاؤك، فقد لا يخدمك زواجك من إحداهن من ناحية الاستعفاف والإنجاب؛ لأنهن قريبات من سن اليأس من الإنجاب، ومن توقف الرغبة في الجماع والإعفاف لشاب مثلك.
ثالثًا: إذا وجدت رغبة شديدة في الزواج، وأنت بوضعك الصحي الحالي فلا بد من إخبار من تتقدم لها بتفاصيل ذلك؛ حتى لا تقع في إثم الغش لها، وحتى لا تطلب منك الطلاق بحجة التدليس عليها.
رابعًا: استعن بالله كثيرًا في أمرين؛ هما:
الأول: طلب الشفاء من الله سبحانه؛ فهو الشافي وحده؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، مع عدم إهمال الأسباب الطبية.
الثاني: استمرار البحث عن الزوجة المناسبة ذات الخلق والدين، قبل الجمال، مع سؤال الله سبحانه تيسير الوصول إليها.
خامسًا: بالنسبة لمساعدتك لوالديك، إن استطعت أن تجمع بينها وبين الزواج ومتطلباته، فذلك طيب جدًّا.
سادسًا: ألمح من سطور رسالتك شفقتك وعطفك على النساء الكبيرات، وهذا جميل بشكل عام، لكن من الخطأ بناء الحياة الزوجية على العواطف دون تحكيم العقل، ودراسة الأوضاع، والنظر للمستقبل، والاستخارة.
حفظك الله، ورزقك زوجة صالحة تقر بها عينك.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.