تسمح عملية إعادة فتح مطار نوميا في نهاية المطاف أمام الرحلات الجوية التجارية للسائحين الذين تقطعت بهم السبل بمغادرة الأرخبيل حيث دفعت الاشتباكات المسلحة والحرق العمد والنهب وأعمال الفوضى فرنسا إلى فرض حالة الطوارئ.
يبدو أن قوات الأمن الفرنسية نجحت في إعادة السيطرة على الطريق السريع المؤدي إلى المطار الدولي في كاليدونيا الجديدة، التي تعيش أعمال عنف منذ حوالى أسبوع. واستخدمت المركبات المدرعة والجرافات لنزع الحواجز المتفحمة بعد أن تسببت الاضطرابات التي تعصف بالأرخبيل الفرنسي إلى إغلاق مطار نوميا لاتونتوتا حيث يسعى السكان الأصليون منذ فترة طويلة إلى الاستقلال.
وتسمح عملية إعادة فتح مطار نوميا في نهاية المطاف أمام الرحلات الجوية التجارية للسائحين الذين تقطعت بهم السبل بمغادرة الأرخبيل حيث دفعت الاشتباكات المسلحة والحرق العمد والنهب وأعمال الفوضى فرنسا إلى فرض حالة الطوارئ.
وأغلق المطار الذي يؤمن رحلات إلى أستراليا وسنغافورة ونيوزيلندا ووجهات أخرى الثلاثاء بعد أن تحولت الاحتجاجات ضد إصلاحات التصويت التي عارضها المؤيدون للاستقلال إلى أعمال عنف واسعة النطاق، خلّفت وراءها دمارًا واسعًا.
وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قال على صفحته بمنصة "إكس": "كاليدونيا الجديدة: عملية تطهير الطريق الرئيسي التي انطلقت أمس ناجحة: تمّ تدمير 76 حاجزا بفضل 700 ضابط إضافي من شرطة إنفاذ القانون، الذين وصلوا والـ 350 الذين سيصلون اليوم، بما في ذلك العديد من جنود التدخل التابعين للدرك الوطني وضباط شرطة النخبة، ستزداد العمليات في الساعات القادمة. تمّ اعتقال أكثر من 200 شخص وإعادة فتح 20 شركة للمواد الغذائية. لا تزال هناك العديد من العوائق التي يجب التغلب عليها لفرض النظام الجمهوري: تمّ إقرار التعليمات الصارمة. شكرا جزيلا لقواتنا الأمنية الذين هم شرف بلدنا".
وسبق وأن أكد دارمانان في منشور على منصة "إكس": "العملية الكبرى تهدف إلى استعادة السيطرة الكاملة على الطريق السريع بين العاصمة نوميا والمطار على بعد 60 كيلومترًا إلى الشمال الغربي. وأضاف أنه تم نشر أكثر من 600 من رجال الدرك. ويشير هذا الرقم إلى صعوبة تطهير الطرق من الحطام المتفحم والحواجز التي أقامها المتظاهرون المؤيدون للاستقلال والسكان الذين تجمعوا معًا لمحاولة حماية المنازل وسبل العيش من مثيري الشغب.
أدت جهود الشرطة لإعادة فتح طريق المطار إلى إزالة ما يقرب من 60 حاجزًا في يومها الأول، حسب السلطات الفرنسية في كاليدونيا الجديدة.
ووصفت المفوضية العليا الفرنسية، في بيان لها ليلة السبت إلى الأحد أنها "أكثر هدوءا"، لكنها تحدثت عن حريقين ونهب محطة وقود، دون تقديم تفاصيل. ويسري حظر التجول من الساعة 6 مساء حتى 6 صباحا، ومُنحت القوات صلاحيات الطوارئ، بما في ذلك الإقامة الجبرية للأشخاص الذين يعتبرون تهديدًا للنظام العام وفسحة موسعة لإجراء عمليات التفتيش ومصادرة الأسلحة وتقييد التحركات، مع احتمال السجن للمخالفين. وقالت المفوضية العليا أيضا إنه تم اعتقال 230 شخصا وصفتهم بأنهم مثيري شغب.
اندلعت الاضطرابات الاثنين عندما ناقش المجلس التشريعي الفرنسي في باريس تعديل الدستور الفرنسي لإجراء تغييرات على قوائم الناخبين في كاليدونيا الجديدة. وقد وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية على مشروع قانون سيسمح، من بين تغييرات أخرى، للمقيمين الذين عاشوا في كاليدونيا الجديدة لمدة 10 سنوات بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات المقاطعات.
ويخشى المعارضون أن يفيد هذا الإجراء السياسيين الموالين لفرنسا في كاليدونيا الجديدة ويزيد من تهميش الكاناك الذين عانوا ذات يوم من سياسات الفصل العنصري الصارمة والتمييز على نطاق واسع.