على مدار أكثر من 30 عاماً عمل فادي ابراهيم في التمثيل من دون توقف. كان يُطلق عليه لقب "كازانوفا" الدراما اللبنانية بسبب شخصيته اللافتة وملامحه الجذابة، حيث كان تُوكل إليه أدوار العشق والجرأة.
عن عمر يناهز 67 عاماً، توفي الممثل اللبناني فادي إبراهيم بأحد المستشفيات في العاصمة بيروت، بعد صراع طويل مع مرض السكري.
وقبل أن تتدهور حالته الصحية مساء الجمعة الماضي ويُنقل إلى العناية المشددة، نشرت عائلة إبراهيم بياناً قالت فيه "بعد طول المدة التي أمضاها في فترة العلاج ونظراً للمضاعفات التي حصلت معه، نُقل إلى العناية المركزة ومنعت عنه الزيارات. نطلب من محبيه وجمهوره الصلاة والدعاء له بالشفاء".
وشكّل خبر رحيله صدمة للوسط الفني في الوطن العربي، وفي لبنان بصورة خاصة حيث نعاه عدد كبير من الفنانين والمشاهير.
عفويته في التمثيل وإحساسه العالي في الأداء، عوامل جعلت من فادي عنصراً أساسياً في نهضة الدراما اللبنانية المعاصرة، وفي رصيده أكثر من 100 عمل، حيث ابتدأ مسيرته في ثمانينيات القرن الماضي، وسط ظروف معقدة عاشتها البلاد نتيجة الحرب الأهلية، وقدّم أعمالاً في لبنان ومصر وسوريا، حققت نجاحاً كبيراً، ونالت إعجاب محبيه، من بينها منها الأمين والمأمون، أسمهان، والبوابة الثانية.
شكّل ثنائياً لافتاً مع رولا حمادة في مسلسل "العاصفة تهب مرتين" (إﺧﺮاﺝ ميلاد الهاشم وﺗﺄﻟﻴﻒ شكري أنيس فاخوري) عام 1995 الذي يروي قصة رجل متزوج تحبّه النساء، كما لمع اسمه في مسلسل "نساء في العاصفة" عام 1997، ورافق المشاهدين في المسلسلات الرمضانية الممتعة مثل "مقامات بديع الزمان الهمذاني" (2001).
لا يخطئ المشاهد العربي الصوت الرنّان لفادي إبراهيم، والذي مثّل بصمته الخاصة، ورافق أجيالاً عبر مسلسلات الرسوم المتحركة، في "بيل وسباستيان" و"سفينة المحبة"، وكذلك في دبلجة المسلسل الفنزويلي "كساندرا"، الذي عرض في التسعينيات وحقق نجاحاً مذهلاً في العالم العربي.
وكان لدى فادي إبراهيم تجارب في الإخراج والتأليف، عبر إخراجه مسلسل "جود" في 2009، والنص العربي لمسلسل الرسوم المتحركة "كليمونتين" في 1985.