قمة أوروبية موسعة في غرناطة بغياب علييف وأردوغان

منذ 1 سنة 108

يلتقي حوالي خمسين قيادياً أوروبياً، اليوم الخميس، في غرناطة جنوب إسبانيا، على أمل تأكيد عزمهم على إحراز تقدم حول مسائل جيوسياسية عدة، غير أن غياب الرئيس الأذربيجاني والرئيس التركي قد يقوض مصداقية الاجتماع.

وإن كانت هذه القمة الثالثة للمجموعة السياسية الأوروبية تحمل رمزية كبيرة، فإن غياب إلهام علييف كما غياب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المتوقع سيشكلان نكسة للمنتدى، الذي يرمي بشكل أولي إلى توفير إطار غير رسمي لتسوية بؤر توتر إقليمية.

وبعد أسبوعين على الهجوم الخاطف الذي شنته قوات أذربيجان على ناغورني قره باغ دافعة سكان الإقليم الأرمن إلى الفرار، كان المسؤولون الأوروبيون يأملون في استضافة اجتماع بين علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان. غير أن رئيس أذربيجان عدل عن التوجه إلى إسبانيا إثر ورود إشارات دعم أوروبية ليريفان.

وندد بـ"أجواء معادية لأذربيجان" معتبراً من غير "الضروري" المشاركة في المفاوضات في إطار الاجتماع الأوروبي، على ما أعلن مسؤول أذربيجاني لوكالة فرانس برس. 

وأعرب باشينيان الذي سيحضر القمة عن خيبة أمله وقال: "كنا في ذهنيّة بناءة ومتفائلة، كنا نعتقد أنه من الممكن توقيع وثيقة" مضيفاً "حتى صباح اليوم، كان ذلك يبدو مرجحاً بقوة".

والتقى باشينيان وعلييف خلال القمة الأخيرة للمجموعة السياسية الأوروبية في حزيران/يونيو في مولدافيا، وشارك في الاجتماع آنذاك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.

وهدف المجموعة السياسية الأوروبية التي انطلقت من فكرة طرحها ماكرون، جمع دول من خارج الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق دعيت عشرون دولة إلى المشاركة في هذه القمة الثالثة إلى جانب دول التكتل الـ27.

وانطلاقاً من هذه الفكرة، تضم المجموعة دولاً ذات مسارات متباينة تماماً تجاه التكتل الأوروبي، بينها دول مرشحة للانضمام وأخرى على يقين بأن الباب أغلق أمامها لوقت طويل، فضلاً عن المملكة المتحدة التي اختارت قبل سبع سنوات الخروج من الاتحاد.

سوناك يعتزم بحث الهجرة

ورأى سيباستيان مايار من معهد جاك دولور أنّ "غياب إردوغان للمرة الثانية على التوالي يضعف المجموعة السياسية الأوروبية التي صممت للتعامل مع أنقرة في إطار مختلف عن الاتحاد الأوروبي حيث طلب انضمامها مجمد".

وتابع أنه "بدون تركيا وأذربيجان، تتخذ المجموعة السياسية منحى أوروبياً بمعنى أكثر حصرية وتبدو أكثر معاداة (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، باستثناء بعض القادة".

ومع إلغاء اللقاء المرتقب حول ناغورني قره باغ، قد ينتقل تركيز قمة غرناطة إلى أزمة الهجرة التي يأمل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في أن تكون في صلب المحادثات.

واتفقت الدول الـ27 الأربعاء على نص يهدف إلى تنسيق استجابة مشتركة في حال تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كما حدث أثناء أزمة اللاجئين في 2015-2016. لكن بانتظار وضع اللمسات الأخيرة على مشروع إصلاح نظام الهجرة الأوروبي، تعتزم إيطاليا والمملكة المتحدة التحرك بأسرع ما يمكن.

وقال سوناك، الأربعاء، إنّ "الهجرة غير القانونية إلى البرّ الأوروبي بأعلى مستوياتها منذ حوالى عقد". وأضاف أنه "مع مقتل آلاف الأشخاص في البحر، فإن الوضع غير أخلاقي وغير محتمل في آن واحد. لا يمكننا أن ندع منظمات إجرامية تقرر من يصل إلى السواحل الأوروبية".

وأفادت رئاسة الحكومة البريطانية أن سوناك ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني سيعقدان اجتماعاً على هامش القمة وسيعلنان "تحركاً مشتركاًَ" حول هذه المسالة.

وسيكون الهجوم الروسي على أوكرانيا مدرجاً على جدول أعمال المحادثات، إذ تعتزم الدول الأوروبية إعادة تأكيد دعمها لكييف في ظل التساؤلات حول مواصلة الدعم الأميركي لهذا البلد.