لا زالت نسبة ارتفاع جرائم قتل النساء في لبنان تؤرق الرأي العام اللبناني، حيث أثارت جريمة مروعة صدمة اللبنانيين، بعد أن أبلغت عنها قوات الأمن اللبنانية يوم السبت، تمثلت في قتل زوج ستيني زوجته بإطلاق النار عليها، ثم تقطيعه لأوصالها ودفنها في حديقة المنزل شرق مدينة صيدا جنوب لبنان.
على موقعها الرسمي على الإنترنت، قالت قوى الأمن الداخلي اللبنانية إن المشتبه فيه اعترف تحت التحقيق أنه أطلق النار من مسدس في رأس زوجته الستينية وهي أمريكية الجنسية، إثر خلاف نشب بينهما في العاشر من شهر شباط/فبراير الماضي.
وتفيد تفاصيل القضية أن الجاني ترك الجثة في المنزل مدة يومين، أحضر بعدها أحد العمال وأوهمه بنيّة غرس أشجار في الحديقة، وطلب منه إعداد ثلاث حفر دفن فيها أوصال الضحية، بعد أن قطعها بمنشار كهربائي ووضعها في أكياس للنفايات.في الأثناء أوهم الجاني أولاده المقيمين في أمريكا بتغيّبها عن البيت دون علمه، ومحى آثار الجريمة.
ولكن بعد أسابيع انبعثت الروائح من المنزل الواقع في بلدة الميّة ميّة، ما استدعى تدخل قوى الأمن التي كشفت عن مكان الجثة، والتي سبق أن أبلغ أولادها عن فقدانها، دون قيام زوجا بالإبلاغ، ما أثار الشكوك بشأن تورطه في جريمة قتلها، فداهمت قوات الأمن منزل المشتبه به قبل أربعة أيام وعثرت على أدوات الجريمة، واستخرجت أجزاء الجثة المقطعة.
وأثارت الجريمة ردود فعل مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ دعت منظمة "كفى.. لا للعنف والاستغلال" غير الحكومية على منصة "أكس"، إلى ضرورة تصدي المشرع اللبناني إلى مثل هذه الجرائم بالإقرار بوجودها وإصدار القوانين الرادعة.
ويأتي الكشف عن هذه الجريمة في وقت أعلنت منظمة "أبعاد" الغير حكومية في تقرير حديث، ارتفاع نسبة قتل النساء في لبنان بنسبة 300% العام الماضي 2023، وهو العام الذي شهد مقتل 29 امرأة، أي بمعدل امرأتين شهريا.
وتقول المنظمة إن التبليغات لشكاوى العنف ضد النساء والفتيات على الخط الساخن لوزارة الداخلية بلغت 767 شكوى، أي بمعدل 64 شكوى شهريا، فيما بلغ عدد ضحايا الاعتداء الجنسي من النساء والفتيات 172 ضحية للعام نفسه.