وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات اللبنانيين يشقون طريقهم جنوبًا

منذ 2 ساعة 13

بعد ليلة عنيفة من القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في لبنان، وغارات مكثفة تركزت على العاصمة بيروت، دخل وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحزب الله حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجرًا. وسرعان ما امتلأت الشوارع بحركة نزوح كثيفة للجنوبيين العائدين إلى منازلهم مع بزوغ الفجر.

وقد حذّر الجيش اللبناني المواطنين من التسرع في العودة إلى المناطق الحدودية التي لا يزال الجيش الإسرائيلي متواجدًا فيها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، حفاظًا على سلامتهم.

وأصدر الجيش الإسرائيلي بدوره، عقب الاتفاق، تحذيرًا لأهالي الجنوب الوافدين نحو قراهم بالامتناع عن ذلك، ملوّحًا باستمراره في التمركز داخل بعض المواقع. وشدّد التحذير على ضرورة عدم التوجه إلى القرى الحدودية التي تم إخلاؤها حتى إشعار آخر، غير أن الجنوبيين لم يظهروا آبهين لذلك.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور عديدة تُظهر النازحين وهم يشقون طريقهم وسط ركام المباني المدمرة. ورفع بعضهم علامات النصر وهتفوا لحزب الله ولأمينه العام السابق، حسن نصر الله، مؤكدين أن صمود الحزب كان السبب فيما وصفوه بـ"الانتصار على إسرائيل". كما سُمع إطلاق نار احتفالي في بعض مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعرضت للقصف خلال الشهرين الماضيين.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد كثفت هجماتها على مناطق عدة من العاصمة بيروت، شملت مار إلياس، والنويري، وشارع الحمراء، والبسطة، وغيرها، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية. كما أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات لسكان مبانٍ في قضاء صور، تحت ذريعة استهداف مواقع لحزب الله.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة عن سقوط 42 قتيلًا لبنانيًا على الأقل حسب وزارة الصحة اللبنانية. واعتبر اللبنانيون أن إسرائيل تحاول زيادة تكلفة إعادة الإعمار على لبنان قبل انكفائها، مع توجيه رسالة إلى الحزب مفادها أن لتل أبيب اليد العليا في المنطقة خلال المرحلة الأخيرة.

وفي ذات السياق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تل أبيب تعمدت ممارسة ضغط عسكري مكثف على لبنان قبيل إعلان وقف إطلاق النار بساعات.

ولا تزال بنود وقف إطلاق النار موضع جدل في الوسط الإعلامي الإسرائيلي واللبناني، إذ لم تُعلن بعد البنود الرسمية بشكل واضح. وبرزت التسريبات الصادرة عن الجانب الإسرائيلي كمصدر رئيسي للمعلومات، وسط تخوفات بشأن المرحلة المقبلة واحتمال حدوث تطورات قد تعرقل الاتفاق خلال الـ60 يومًا المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا من الجنوب.