أدّت الفيضانات التي ضربت شمال شرق الهند ومنطقة شرق بنغلاديش المجاورة إلى مزيد من الدمار، مما رفع حصيلة القتلى هذا الأسبوع إلى 30، وفقًا لما أفادت به مسؤولون وتقارير إعلامية يوم الجمعة.
أفاد مسؤولون يوم الخميس، أن فيضانات هائلة اجتاحت شمال شرق الهند والمناطق الشرقية المجاورة في بنغلاديش، وتسببت في محاصرة مئات الآلاف من الأشخاص ومقتل ما لا يقل عن 30 شخصا.
وتكافح فرق الإنقاذ للوصول إلى المتضررين، ومن هم بأمس الحاجة إلى المساعدة.
في ولاية تريبورا شمال شرق الهند، توفي ثمانية أشخاص آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما رفع حصيلة الوفيات إلى 19 منذ الاثنين، بحسب ما قال مسؤول في إدارة الكوارث بالولاية طالبًا عدم ذكر اسمه لعدم تخويله بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وكانت الحصيلة السابقة 11 قتيلاً.
وفي بنغلاديش، أفاد تلفزيون إيخون المقرّ في دكا يوم الجمعة بوفاة سبعة أشخاص آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية. وكانت هناك تقارير سابقة عن وفاة أربعة أشخاص جراء المياه الجارفة التي غمرت المناطق الواقعة في الأسفل من الهند، وسط هطول أمطار متواصلة في المنطقة الشرقية من البلاد.
وتتشارك الهند وبنغلاديش أنهارًا مشتركة على طول حدودهما.
وقالت منظمة BRAC غير الحكومية في بنغلاديش في بيان، إن ما يصل إلى 3 ملايين شخص لا يزالون محاصرين، حيث غمرت المياه السريعة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، مدمرة سبل العيش والمنازل والمحاصيل. وأضافت أن الكثيرين لا يزالون بدون كهرباء أو طعام أو مياه. وذكرت تقارير إعلامية أخرى أن ما يصل إلى 4.5 مليون شخص قد تأثروا في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 170 مليون نسمة.
وقال ليكاث علي، مدير برنامج تغير المناخ والتنمية الحضرية وإدارة مخاطر الكوارث في BRAC، إن هذه هي أسوأ فيضانات شهدتها بنغلاديش منذ ثلاثة عقود.
وأضافت "لقد اجتُثَّت قرى بأكملها، وجميع العائلات التي كانت تسكنها، وكل ما يملكونه المنازل والماشية والأراضي الزراعية ومصايد الأسماك. لم يكن لدى الناس وقت لإنقاذ أي شيء. هناك أشخاص محاصرون في جميع أنحاء البلاد، ونتوقع أن تتفاقم الأوضاع في العديد من الأماكن مع استمرار الأمطار".
وأفادت صحيفة "ذي بزنس ستاندرد" يوم الجمعة، بأن انهيارات جديدة في سد حماية من الفيضانات على نهر غومتي في منطقة كوميلا الشرقية غمرت حوالي 100 قرية منخفضة منذ منتصف ليل الخميس. كما تضررت مناطق أخرى بما في ذلك نواخالي وفني وشاتوغرام بشدة.
فيما دعت مجموعات خيرية عدة للمساعدة، مع قيام مجموعة طلابية بجمع الطعام الجاف والنقود والمياه والإمدادات الطبية في جامعة دكا في العاصمة.
وقال بعض المتضررين في المنطقة لمحطات التلفزيون إنهم تركوا متعلقاتهم وراءهم وهرعوا إلى أراض مرتفعة للسلامة.
وقال عابد علي، وهو مسؤول كبير في إغاثة منطقة كوميلا، لوكالة أسوشييتد برس عبر الهاتف إن السكان طُلب منهم الانتقال إلى الملاجئ، لكنهم يواجهون صعوبات في الوصول إليها في الظروف الحالية.
واستخدمت القوات المسلحة طائرات هليكوبتر لنقل مواد الإغاثة والطعام الجاف إلى المتضررين يوم الجمعة، وفقًا لمنشورات على صفحتها على الفيسبوك.
وفي الولاية الهندية تريبورا، قالت السلطات إن حوالي 100 ألف شخص لجأوا إلى أكثر من 400 مخيم للإغاثة، حيث تأثر 1.7 مليون شخص في ثماني مناطق بالولاية. وقام رئيس الوزراء مانيك ساها بجولة جوية لتقييم الوضع.
وقد انتشرت شائعات في بنغلاديش عبر الإنترنت مفادها أن الفيضانات سببها فتح الهند لسد دومبور في تريبورا، مما أدى إلى العديد من الاحتجاجات المناهضة للهند. ونفى وزارة الخارجية الهندية هذه الصلة، مشيرة إلى أن السد بعيد عن الحدود وأن الأمطار الغزيرة تسببت في فيضانات كبيرة على نطاق واسع في كلا البلدين.