فيضانات دبي تثير أسئلة حول تلقيح السحاب.. ما هو وهل يعمل؟

منذ 7 أشهر 91

(CNN)-- غمرت الأمطار الغزيرة، الثلاثاء، أجزاء من دبي وحولت الشوارع إلى أنهار وأغلقت ثاني أكثر المطارات ازدحاما في العالم لبعض الوقت، ليبرز السؤال التالي: هل كانت هذه الكارثة ناجمة عن برنامج الاستمطار السحابي في دولة الإمارات العربية المتحدة؟

نقل عن مسؤولين في المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات قولهم إن الأمطار لم تكن ناجمة عن تلقيح السحب، وتواصلت CNN مع المركز للتعليق.

ولكن حتى لو حلق البرنامج بطائراته في السماء قبل حدوث العاصفة، فمن غير المرجح أن تنتج هذه الجهود أمطارًا أكثر مما كان سيهطل بشكل طبيعي.

ما هو التلقيح السحابي؟

إن تلقيح السحب هو مفهوم لتعديل الطقس يحاول سحب المزيد من الأمطار أو الثلوج من السحابة أكثر مما يحدث بشكل طبيعي.

لا تتشكل قطرات السحابة تلقائيًا، بل تحتاج الرطوبة إلى شيء تتكاثف عليه، مثل الماء الذي يتشكل على جانب الكوب البارد في يوم حار. في السحابة، ما يسمى بنوى التكثيف عبارة عن جزيئات صغيرة جدًا في الهواء يمكن للرطوبة أن تلتصق بها.

ويضيف التلقيح السحابي المزيد من تلك الجزيئات إلى الهواء. تطير الطائرات عبر السحب الموجودة وتحقن جزيئات صغيرة، مثل يوديد الفضة، بهدف خلق المزيد من قطرات الماء أو الجليد.

ما هي الأضرار التي يمكن أن يسببها التلقيح السحابي؟

مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الجو بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، أصبحت أجزاء معينة من العالم أكثر سخونة وجفافًا. ويمكن النظر إلى تلقيح السحب على أنه حل لجلب المزيد من المياه إلى المناطق التي تحتاج إليها، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى جعل مناطق أخرى أكثر جفافًا في هذه العملية.

الماء - مثل أي مادة أخرى - لا يمكن خلقه أو تدميره. ولا يمكن تحويله إلا عبر التحرك بالحلقة المغلقة لدورة الماء.

عاصفة شديدة هي ما أدى لهطول أمطار غزيرة:

لم تظهر الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات غير مسبوقة في الإمارات العربية المتحدة وعمان وإيران من العدم. كما أنه لم تؤثر فقط على المناطق التي تشارك في تلقيح السحب.

وكانت الأمطار الغزيرة ناجمة عن عاصفة كبيرة بطيئة الحركة اجتازت شبه الجزيرة العربية وتتبعت خليج عمان على مدار عدة أيام. كانت هذه العاصفة قادرة على امتصاص الرطوبة الاستوائية العميقة والوفيرة الواقعة بالقرب من خط الاستواء وتفريغها مثل خرطوم إطفاء الحرائق فوق المنطقة.

وبصرف النظر عما إذا كانت عملية تلقيح السحب قد حدثت أم لا، فإن العاصفة كانت جزءًا من تحضيرات شديدة ظهرت في نماذج التنبؤ قبل أيام من وقوعها.

وستصبح أحداث هطول الأمطار الغزيرة مثل هذه أكثر تكرارًا مع استمرار دفء الغلاف الجوي، مما يسمح له بامتصاص المزيد من الرطوبة مثل الاسفنج وإطلاقها على شكل أمطار فيضانات.