فيروس "الإمبوكس": حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودعوات لجهود إنقاذ دولية

منذ 3 أشهر 45

أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا هذا الأسبوع أن الانتشار المتزايد لفيروس جدري القرود "إمبوكس" في جميع أنحاء القارة الأفريقية يشكل حالة طوارئ صحية، محذرة من أن الفيروس قد ينتقل في نهاية المطاف عبر الحدود الدولية.

تعقد منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء اجتماعًا لخبرائها للنظر في إصدار إعلان طوارئ مماثل بشأن فيروس "إمبوكس". وقالت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة، إن هناك أكثر من 14,000 حالة إصابة و524 حالة وفاة هذا العام، وهو ما يتجاوز بالفعل أرقام العام الماضي.

وحتى الآن، فإن أكثر من 96% من جميع حالات الإصابة والوفيات موجودة في الكونغو. ويشعر العلماء بالقلق من انتشار نسخة جديدة من المرض هناك التي قد تنتقل بسهولة أكبر بين الناس.

ما هو "الإمبوكس"؟

تم التعرف على مرض "الإمبوكس"، أو ما يعرف بجدري القرود، لأول مرة في عام 1958 عندما تفشى مرض شبيه بالجدري في القرود. حتى وقت قريب، كانت معظم الحالات البشرية تظهر في وسط وغرب أفريقيا لدى الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بالحيوانات المصابة.

في عام 2022، تأكد أن الفيروس يمكن أن ينتقل عبر الجنس، مما أدى إلى تفشي المرض في أكثر من 70 دولة لم يكن قد سجل فيها أي حالات سابقة.

ينتمي "الإمبوكس" إلى نفس عائلة الفيروسات التي ينتمي إليها الجدري، لكنه يتسبب في أعراض أخف مثل الحمى والقشعريرة وآلام الجسم. في الحالات الأكثر شدة، قد تظهر آفات على الوجه واليدين والصدر والأعضاء التناسلية.

ماذا الذي يسبب القلق في أفريقيا؟

ذكرت وكالة مكافحة الأمراض والوقاية في أفريقيا أنه تم اكتشاف فيروس في 13 دولة أفريقية، مع زيادة بنسبة 160% في الحالات و19% في الوفيات مقارنةً بالعام الماضي.

هذا العام، ظهرت نسخة جديدة من الفيروس في الكونغو يمكن أن تقتل حتى 10% من المصابين وقد تنتشر بسهولة أكبر. على عكس التفشي السابق، الذي كان يسبب آفات على الصدر واليدين والقدمين، تتسبب النسخة الجديدة في أعراض أخف وآفات على الأعضاء التناسلية، مما يجعل الكشف عنها أكثر صعوبة.

أيضًا، تم تحديد حالات جديدة في أربع دول شرق أفريقية: بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، وهي مرتبطة بتفشي الكونغو. في ساحل العاج وجنوب أفريقيا، تم الإبلاغ عن نسخة أقل خطورة من الفيروس.

هل اختلف الفيروس عن عام 2022؟

خلال تفشي الفيروس في عام 2022، كان الرجال المثليون وثنائيو الجنس يشكلون الغالبية العظمى من الحالات، وكان الفيروس ينتشر بشكل رئيسي من خلال الاتصال الوثيق، بما في ذلك الممارسات الجنسية. ومع ذلك، تغيرت الصورة بشكل كبير في إفريقيا، حيث يمثل الأطفال دون سن 15 عامًا الآن أكثر من 70% من حالات الإصابة بالفيروس و85% من الوفيات في الكونغو.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قبيل الاجتماع الطارئ بشأن المرض في الكونغو، إن المسؤولين يتعاملون مع عدة حالات تفشي في دول مختلفة "بأنماط انتقال عدوى ومستويات مخاطر متنوعة". وأضاف: "سيتطلب وقف هذا التفشي استجابة قوية وشاملة".

كيف يمكن إيقاف الفيروس؟

تمت السيطرة على تفشي مرض الإمبوكس في عام 2022 في العديد من البلدان باستخدام اللقاحات والعلاجات المتاحة في الدول الغنية، بالإضافة إلى التوعية بتجنب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر. ومع ذلك، كانت اللقاحات والعلاجات نادرة في أفريقيا.

قال ماركس من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إن التلقيح، بما في ذلك تلقيح الأفراد ضد الجدري، قد يكون مفيداً في مكافحة المرض. وأضاف: "نحن بحاجة إلى توفير كميات كبيرة من اللقاحات لتطعيم الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل العاملين في مجال الجنس، والأطفال، والبالغين في مناطق التفشي".

أعلنت الكونغو أنها تجري محادثات مع الجهات المانحة لبحث إمكانية الحصول على تبرعات باللقاحات، وقد حصلت بالفعل على بعض المساعدات المالية من بريطانيا والولايات المتحدة.

من جانبها، أفادت منظمة الصحة العالمية بأنها خصصت 1.45 مليون دولار من صندوق الطوارئ لدعم جهود التصدي لفيروس "إمبوكس" في أفريقيا.