في قرية صغيرة تُدعى "ستارو زهيليزارا" في بلغاريا، أصبحت الجدران والأسيجة معرضًا فنيًا مفتوحًا يجذب السياح من جميع أنحاء العالم. خلال كل صيف على مدى العقد الماضي، يجتمع الفنانون في هذه القرية النائمة لتزيين جدران المنازل بوجوه شخصيات بارزة من المشهد السياسي والثقافي العالمي.
هذا العام، تزين جدران القرية صور للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بجانب أساطير مثل مارلين مونرو، وإلفيس بريسلي، وحتى العبقري ألبرت أينشتاين. تأتي هذه اللوحات الجدارية ضمن مهرجان فني سنوي أسسه الفنان فينتسيسلاف بيريانكوف، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على العلاقة بين الفن والأحداث السياسية والاجتماعية المعاصرة.
يُنظَّم المهرجان من قِبَل عائلة فنية بولندية-بلغارية بقيادة فينتسيسلاف وشقيقته كاتارزينا اللذين يعملان أيضًا كمدرِّسين للفنون في بولندا. كل عام، يجلبان طلابهما إلى بلغاريا لتحويل القرية إلى معرض فني خارجي، يشبه في طابعه فن الجرافيتي بأسلوب بانكسي.
ومن بين اللوحات المثيرة للجدل هذا العام، كانت هناك لوحة تصور محاولة اغتيال ساخرة لدونالد ترامب، حيث يظهر في الصورة طماطم محطمة على أذنه بدلًا من رصاصة، ما يتيح للمارة تفسير هذا العمل الفني بطريقتهم الخاصة.
لا تقتصر القرية على عرض صور السياسيين فقط، بل تشمل أيضًا زعماء عالميين مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما تظهر شخصيات تاريخية بارزة مثل أوبنهايمر وألبرت أينشتاين.
أيضًا، تم تصوير بعض رؤساء الولايات المتحدة السابقين الذين تعرضوا لمحاولات اغتيال، مثل رونالد ريغان، وأبراهام لنكولن، وجون إف. كينيدي، بطماطم بدلاً من الرصاص على لوحاتهم، مما يبرز الطابع الساخر للفنانين.
في قرية "ستارو زهيليزارا"، لم يقتصر السكان المحليون على قبول الفن، بل شجعوا عليه بشكل فعال. سمحوا بتحويل جدران منازلهم وأسيجتهم إلى لوحات فنية. كما تمت الموافقة على تسمية أحد شوارع القرية باسم "موما"، تكريماً لمتحف الفن الحديث في نيويورك.
على الجدران في هذا الشارع، تظهر جداريات تضم بورتريه ذاتي لفريدا كاهلو وصورة مارلين مونرو بأسلوب آندي وارهول، بالإضافة إلى أعمال لفنانين آخرين مثل أماديو موديلياني وتامارا دي ليمبيكا.
أصبحت القرية وجهة سياحية عالمية، حيث يقول أحد الزوار الإيطاليين، إيغل فالز برينتا، إن :"هذا المكان سحري، لأنه يجمع بين الفن والحياة اليومية للسكان، ويعكس واقعنا الحالي من خلال الفن".