بقلم: Hassan Refaei • آخر تحديث: 01/03/2023 - 22:39
مظاهرات مؤيدة لروسيا في مولدوفا - حقوق النشر AP Photo
أثارت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مولدوفا، مخاوف لدى الغرب من اندلاع اضطرابات في هذه البلد الصغير، الواقع جنوب أوكرانيا، على خلفية تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، إذ خرج أمس الثلاثاء آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، لمطالبة الحكومة الجديدة الموالية للغرب بتقديم دعمٍ كامل لفواتير الطاقة لفصل الشتاء، وبـ"عدم إشراك البلاد في الحرب" المشتعلة عند الجارة الشمالية.
الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة، كيشيناو، كانت دعت إليها جماعة شُكّلت مؤخراً باسم "حركة من أجل الشعب"، ويدعمها أعضاء حزب "شور" الموالي لروسيا، الذي يشغل ستة مقاعد في المجلس التشريعي المؤلف من 101 مقعد في البرلمان المولدوفي.
وكانت رئيسة البلاد، مايا ساندو، اتهمت روسيا منتصف الشهر الماضي بالتخطيط لانقلاب، وقالت إن مخطط "المؤامرة" كان يشمل تنظيم "احتجاجات من قبل ما يسمى بالمعارضة" بهدف "قلب النظام الدستوري"، من أجل وضع الأمة "تحت تصرف روسيا" ، وإخراجها عن مسارها المتّجه نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن المتورطين في تنفيذ هذا المخطط: "سيعتمدون على قوى داخلية، وخصوصاً الجماعات الإجرامية مثل تشكيل شور ومشتقاته" على حد تعبيرها.
المشاركون في الاحتجاجات، طالبوا رئيسة البلاد بالتنحي، ورددوا هتاف: "تسقط مايا ساندو"، فيما كانت عشرات الحافلات تنقل المتظاهرين إلى مكان الاحتجاج ما تسبب باختناقات مرورية، انتشر على إثرها المئات من رجال الشرطة لتعزيز الأمن وفحص المركبات التي تدخل العاصمة.
واتهم زعيم حزب "شور"المعارض إيلان شور، الشرطة بمحاولة "إفشال المسيرة السلمية" على حد وصفه.
شور، المدرج اسمه على قائمة عقوبات وزارة الخارجية الأمريكية بدعوى أنه يعمل لصالح روسيا، قال في بيان يوم أمس: "قيام أحدهم بقتل الناس، يعدّ ملاذاً أخيراً للطغاة وبداية لسقوطهم".
ويشار إلى أن هذا الاحتجاج المناهض للحكومة هو الثاني الذي تشهده كيشيناو في غضون أسبوعين، ويأتي وسط مخاوف متزايدة من محاولات زعزعة استقرار مولدوفا.
وكان حزب شور أطلق في الخريف الماضي سلسلة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تكافح من أجل إدارة أزمة الطاقة التي تشهدها البلاد بعد أن خفضت موسكو وبشكل كبير من إمدادات الغاز الروسي، وعلى إثر تلك الاحتجاجات طلبت الحكومة من المحكمة الدستورية إعلان "شور" حزباً غير شرعي. وادعى مكتب المدعي العام لمكافحة الفساد أن الاحتجاجات ممولة جزئياً بأموال روسية.
وكانت مولدوفا التي تتقاسم حدودها أوكرانيا ورومانيا، قد انتخبت بين عامي 2016 و2020، إيغور دودون رئيساً للبلاد، حيث عمد إلى توثيق العلاقة مع روسيا وتهميش فكرة انضمام البلاد إلى الاتحاد الاوروبي، إلا أن انتخاب مايا ساندو، الموالية للغرب، في العام 2020، أحدث تحوّلا في توجهات البلاد بعد أن قدمت طلباً للانضمام إلى التكتل الأوروبي الذي منحها في حزيران/يونيو الماضي صفة "المرشحة للانضمام"، وفي شهر أيلول/ سبتمبر الماضي أجرت ساندو مشاورات مع الأمين العام الـ"ناتو"، ينس ستولتنبرغ، في نيويورك، لبحث إمكانية انضمام بلادها إلى الحلف، مؤكدة على دعمها المطلق لأوكرانيا في مواجهة روسيا.