دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كان من المفترض أن تستمتع عائلة في أمريكا باحتفال لم شمل أفرادها، لكن تسببت وجبة طعام غريبة تتكوّن من لحم الدب الأسود، بدخول العديد من أفرادها إلى المستشفى بدلاً من ذلك.
حدث الاحتفال في صيف عام 2022، وفقًا لما هو مذكور في النسخة الأخيرة من التقرير الأسبوعي عن الأمراض والوفيات الصادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
كان أحد أفراد الأسرة، وهو صياد، قد أحضر بعضًا من لحم دب أسود اصطاده في شمال ساسكاتشوان في مايو/أيار من عام 2022.
وأفاد الصياد أنّ مرشد الصيد أوصى بتجميد اللحوم لقتل أي طفيليات محتملة قد تتواجد فيها.
تم تجميد اللحم لمدة 45 يومًا قبل تذويبه، وقامت الأسرة بشوائه مع بعض أنواع الخضار وتقديمه كطبق كباب.
يمكن أن يقتل التجميد بعض الطفيليات الموجودة عادةً في لجم الدببة السوداء، ولكن بحسب المنظمة العالمية لصحة الحيوان، فإن بعض أنواع الطفيليات تتحمل التجميد.
في كثير من الأحيان، يمكن أن تُصاب الدببة وغيرها من الحيوانات البرية، بما في ذلك الخنازير البرية، والذئاب، والسناجب بمرض داء الشعرينات، وهو مرض خطير تسببه ديدان دائرية طفيلية من فصيلة "Trichinella".
ولكن غالبًا ما ما تبدو الحيوانات المصابة صحية تمامًا.
وعند قطع اللحوم، تصعب معرفة ما إذا كانت ملوثة بسبب وجود علامات قليلة على وجود الطفيلي.
ويوصي العديد من خبراء الحياة البرية صائدي الدببة باعتبار أنّ جميع لحوم الدببة مصابة، وتوصي المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بطهي اللحوم جيدًا لتصل إلى درجة حرارة داخلية لا تقل عن 165 درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية تقريبًا) لقتل الطفيليات.
وأشار الخبراء إلى أنّ تدخين اللحم، وتمليحه، وتجفيفه، أو وضعه في الميكروويف لا يقتل الطفيليات دائمًا.
وكان اللحم الذي قُدم في لقاء لم شمل الأسرة يحتوي على الدم في البداية، ولكن لم يكن ذلك نية الطاهي، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، بل كان من الصعب على أفراد الأسرة التأكد بصريًا من مستوى النضج لأنّ اللحم كان داكن اللون. وبعد أن لاحظ بعض أفراد العائلة أنّ اللحم لم يكن مطهوًا بشكلٍ جيد، قاموا بوضعه على الشواية مجددًا قبل تقديمه مرة أخرى.
ولم يبدأ البعض بالشعور بالمرض إلا بعد العودة إلى منازلهم.
وظهرت الحالة الأولى من المرض لدى رجلٍ يبلغ من العمر 29 عامًا تم إدخاله إلى المستشفى مرتين خلال فترة امتدت لثلاث أسابيع.
وشملت أعراضه آلامًا شديدة في العضلات، والحمى، كما تورَّمت عيناه.
وأظهرت اختبارات الدم أنّه مصاب بفرط اليوزينيات، وهي حالة تتضمن وجود عدد كبير جدًا من اليوزينيات في الجسم، ويعتبر الأطباء هذه الخلايا مؤشرًا على إصابة فرد بالحساسية، أو السرطان، أو الطفيليات.
ولم يعلم الأطباء أنّ الرجل تناول لحم دب إلا بعد دخوله المستشفى للمرة الثانية، ما جعلهم يشتبهون بإصابته بداء الشعرينات.
وسرعان ما أكّدت الاختبارات أنّ هذا هو الحال بالفعل، وأُوصي أفراد الأسرة الآخرين بالخضوع للاختبار.
ويمكن أن يظهر داء الشعرينات كعدوى خفيفة أو شديدة، وقد تعتمد الأعراض على المكان الذي تتحرك إليه اليرقات في الجسم.
وقد لا تؤدي عدوى خفيفة إلى أعراض ملحوظة، بحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، ولكن يمكن لانتقال الطفيلي إلى الجهاز الهضمي التسبب بآلام في البطن، وإسهال، وقيء.
وعند انتقاله إلى العضلات، يمكن للطفيلي أن يسبب الحمى، والطفح الجلدي، والتهاب الملتحمة، وانتفاخ الوجه.
وفي بعض الأحيان، قد تظهر أعراض مُهدِّدة للحياة، بما في ذلك مشاكل في القلب، والجهاز العصبي المركزي، والتنفس.
ومن بين أفراد الأسرة الثمانية الذين أجرى المحققون مقابلات معهم، عانى 6 منهم من أعراض تتوافق مع داء الشعرينات.
وكان لا بد من نقل ثلاثة من أفراد الأسرة إلى المستشفى.
وتلقى الأشخاص في المستشفى علاجًا خاصًا بداء الشعرينات باستخدام عقار ألبيندازول المضاد للطفيليات، ولم يتلق أولئك الذين لم يدخلوا المستشفى سوى الرعاية الداعمة بما أنّ أعراضهم اختفت قبل تحديد إصابتهم بالعدوى.
وتعافى الجميع منذ ذلك الحين.
وفي سياق التحقيق، تلقت مختبرات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها عينات من لحم الدب المجمد ووجدت يرقات بالفعل، كما أنّها نصحت الصياد بالتخلص من أي لحم متبقي.
كما أبلغت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها وكالة الصحة العامة الكندية عن تفشي المرض، بما أنّ الدب جاء من كندا.