هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية
غادر المرشح الرئاسي الفنزويلي السابق إدموندو غونزاليس إلى المنفى بعد منحه حق اللجوء في إسبانيا، مما أحبط آمال الملايين الذين تطلعوا إلى إنهاء عقدين من حكم الحزب الواحد.
تم الإعلان عن رحيل غونزاليس، الذي اعتبرته المعارضة الفنزويلية والعديد من الحكومات الأجنبية الفائز الشرعي في السباق الرئاسي في تموز/ يوليو، في وقت متأخر من ليلة السبت من قبل نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز.
وقالت إن الحكومة قررت منح غونزاليس ممرًا آمنًا إلى خارج البلاد، بعد أيام فقط من الأمر باعتقاله، للمساعدة في استعادة ”السلام والهدوء السياسي في البلاد“.
وفي الوقت نفسه، قالت حكومة يسار الوسط في إسبانيا إن قرار التخلي عن فنزويلا كان نابعاً من غونزاليس وحده، وقد غادر على متن طائرة أرسلتها القوات الجوية للبلاد.
وأعلن وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس لمحطة الإذاعة الوطنية الإسبانية، أن حكومته ستمنح غونزاليس اللجوء السياسي كما طلب. تحدث ألباريس بينما كان في طريقه إلى الصين مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في زيارة رسمية.
وقال ألباريس: ”لقد تمكنت من التحدث مع غونزاليس وبمجرد أن كان على متن الطائرة أعرب عن امتنانه للحكومة الإسبانية“، مضيفاً: ”بالطبع أخبرته أننا مسرورون لأنه بخير وفي طريقه إلى إسبانيا، وأكدت له التزام حكومتنا بالحقوق السياسية لجميع الفنزويليين".
وجاء في خطاب لسانشيز ألقاه يوم الجمعة، قبل الإعلان عن رحيل غونزاليس، أن زعيم المعارضة ”بطل لن تتخلى عنه إسبانيا".
وأشار ألباريس إلى أن غونزاليس أمضى عددًا غير محدد من الأيام في السفارة الإسبانية في كاراكاس قبل رحيله.
وكشف مسؤول إسباني على دراية بتفاصيل رحيل غونزاليس أن حكومة بلاده لم تناقش خروج غونزاليس مع إدارة مادورو. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته تماشيًا مع بروتوكولات الوزارة.
وكانت الحملة الانتخابية لغونزاليس قد أشعلت آمال الملايين من الفنزويليين اليائسين للتغيير بعد عقد من الانهيار الاقتصادي.
وطعنت معظم الحكومات الغربية في نتائج انتخابات تموز/ يوليو التي أعلنت فوز الرئيس نيكولاس مادورو. ويشير متطوعو المعارضة الذين جمعوا كشوف الفرز من آلات التصويت الإلكترونية إلى أن غونزاليس هو الفائز في الانتخابات.
لم تنشر اللجنة التي يسيطر عليها مادورو في المجلس الوطني الانتخابي نتائج أكثر من 30,000 ماكينة تصويت بعد انتخابات هذا العام، ملقيةً اللوم على هجوم إلكتروني مزعوم من مقدونيا الشمالية.
وقد سعى المدعي العام طارق ويليام صعب، وهو حليف قوي لمادورو، إلى اعتقال غونزاليس بعد أن تخلفه عن المثول ثلاث مرات فيما يتعلق بتحقيق جنائي. وقال صعب للصحفيين إن سجلات التصويت التي نشرتها المعارضة على الإنترنت مزورة ومحاولة لتقويض المجلس الوطني الانتخابي.
وقد قرر خبراء من الأمم المتحدة ومركز كارتر، الذين راقبوا الانتخابات بدعوة من حكومة مادورو، أن النتائج التي أعلنتها السلطات الانتخابية تفتقر إلى المصداقية.
وفي بيان ينتقد الانتخابات، توقف خبراء الأمم المتحدة عن تأكيد صحة ادعاء المعارضة بالفوز، لكنهم قالوا إن سجلات التصويت التي نشرتها على الإنترنت تظهر على ما يبدو جميع السمات الأمنية الأصلية.