فرنسا: الضحية المغتصبة من عشرات الذكور بدعوة من زوجها تدلي بشهادتها أمام المحكمة

منذ 2 أشهر 44

أدلت سيدة فرنسية بشهادتها أمام محكمة فرنسية يوم الخميس، بعد أن قيل أن زوجها السابق أعطاها مخدرات ليغتصبها رجال آخرون وهي فاقدة للوعي. وقالت في الشهادة إن حياتها انهارت عندما كشفت الشرطة سنوات من الاعتداء المزعوم.

"لا أعرف من أين أبدأ"

وصفت جيزيل بيليكوت بصوت هادئ وواضح للمحكمة في مدينة أفينيون جنوب فرنسا الرعب الذي شعرت به عندما اكتشفت أن زوجها السابق قام بتصوير عمليات الاغتصاب المشتبه بها من قبل عشرات الرجال منهجيا، وتخزين آلاف الصور التي عثر عليها محققو الشرطة لاحقًا. وقالت في شهادتها: "إنه أمر لا يطاق. لدي الكثير لأقوله لدرجة أنني لا أعرف دائمًا من أين أبدأ".

ويخضع دومينيك بيليكوت (71 عاما) و50 رجلاً آخر محاكمة بتهمة الاغتصاب المشدد. ويواجهون عقوبة تصل إلى 20 عامًا في السجن.

كان الخميس المرة الأولى التي تشهد فيها جيزيل بيليكوت في محاكمة بدأت يوم الاثنين ومن المتوقع أن تستمر حتى كانون أول ديسمبر.

إصرار على محكمة علنية تضامنا مع من لم يُعترف بهنّ كضحايا جرائم جنسية

قال ستيفان بابونو محامي السيدة الفرنسية إنها أصرت على نشر اسمها كما أصرت على عقد المحاكمة علنًا.

وقالت جيزيل للمحكمة إنها تأمل أن تساعد شهادتها في تجنيب نساء أخريات محنًا مماثلة. وقالت إنها دفعت باتجاه أن تعقد المحكمة علنيا تضامناً مع نساء أخريات لم يتم الاعتراف بهن كضحايا لجرائم جنسية.

أنجبت جيزيل ثلاثة أطفال في زواجها من دومينيك منذ 50 عاما. وعندما تقاعدا، انتقلا إلى منزل في بلدة صغيرة في بروفانس، قبل أن تنهار حياتها في أواخر عام 2020.

غادرت بحقيبتين اثنتين تاركة زوجها وراءها

كان أحد رجال الأمن ضبط زوجها يلتقط صوراً لمناطق حساسة لأجساد سيدات في أحد المتاجر الكبرى، ما دفع المحققين إلى البحث في هاتف دومينيك بيليكوت وجهاز الحاسوب الخاص به. وعثروا حينها على آلاف الصور ومقاطع الفيديو لرجال بدا أنهم يغتصبون جيزيل في منزلهما بينما كانت فاقدة للوعي.

قالت جيزيل للمحكمة: "اعتقدت أننا قريبان "زوجان". وتركت السيدة من كان يدعى زوجها في حينه بعد أن صدمت، وتركته بعد أن عرضت الشرطة بعض الصور عليها. وغادرت بحقيبتين وصفتهما بـ "كل ما تبقى لي من 50 عامًا من الحياة معًا". ومنذ ذلك الحين، قالت: "لم يعد لدي هوية. ...لا أعرف ما إذا كنت سأعيد بناء نفسي على الإطلاق".

قالت في شهادتها: "بالنسبة لي، كل شيء ينهار. هذه مشاهد وحشية، واغتصاب".

نظروا إلي كدمية مهترئة أو كيس قمامة

عثر محققو الشرطة على اتصالات يُزعم أن دومينيك بيليكوت أرسلها على موقع إلكتروني للمراسلة يستخدمه المجرمون عادةً، ودعا الرجال إلى الاعتداء على زوجته جنسيا. وقد أغلق الموقع لاحقا.

وظهرت تفاصيل أولية عن الانتهاكات المزعومة خلال المحاكمة، ومنها قول المحققين إنها بدأت في عام 2011، والنظام المعقد الذي وضعه بيليكوت على مدى عشر سنوات.

خلال الاستجواب في وقت سابق، أخبر دومينيك بيليكوت المحققين أن الرجال المدعوين إلى المنزل كان عليهم اتباع قواعد معينة. فمثلا لا يمكنهم التحدث بصوت عالٍ،وكان عليهم خلع ملابسهم في المطبخ، ولا يمكنهم ارتداء العطور أو تنبعث منهم رائحة التبغ.

كان عليهم في بعض الأحيان الانتظار لمدة تصل إلى ساعة ونصف في موقف سيارات قريب حتى يؤثر الدواء تماما في جيزيل بيليكوت ليجعلها فاقدة للوعي.

وقالت في شهادتها: "لقد ضحوا بي لارتكاب الرذيلة. لقد اعتبروني مثل دمية مهترئة، مثل كيس قمامة".

ولأن دومينيك بيليكوت قام بتصوير عمليات الاغتصاب المزعومة، فتمكنت الشرطة من تعقب أغلبية المشتبه بهم البالغ عددهم 72 شخصاً الذين كانت تبحث عنهم على مدى عامين.

بالإضافة إلى بيليكوت طليقها، هناك 50 رجلاً آخرين، تتراوح أعمارهم بين 22 و70 عاماً، يخضعون للمحاكمة. وينكر العديد من المتهمين بعض الاتهامات الموجهة إليهم، زاعمين أنهم تعرضوا للتلاعب من جانب بيليكوت.

وسيمثل المتهمون في مجموعات صغيرة أمام هيئة من خمسة قضاة في الأشهرالمقبلة، ومن المقرر أن يتحدث بيليكوت الأسبوع المقبل. كما سيحضر المحكمة علماء النفس والأطباء النفسيون وخبراء الكمبيوتر.