فتاوى ابن باز والعثيمين والأزهر بعد سماح السعودية تسجيل المرأة للحج دون محرم

منذ 1 سنة 238

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية، يوم الخميس، عن إتاحة التسجيل المُبكر للحجاج من داخل المملكة عبر موقع الوزارة وتطبيق "نسك"، للراغبين بأداء مناسك الحج للعام الجاري، وأضافت أنه يُسمح للمرأة بالتسجيل للحج من دون محرم.

وفيما يلي نستعرض لكم ما قاله مفتي السعودية الأسبق، عبدالعزيز ابن باز، ومفتي المملكة الأسبق محمد بن صالح بن عثيمين بالإضافة إلى فتوى الأزهر المصري.

ابن باز:

وفقا لموقعه الرسمي، ورد له سؤال كان نصه: "السؤال: وهذه رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمعة الحاجة: عباسية بنت محمد عبدالرحمن من العراق -الموصل- تقول فيها: قدمت للحج بصحبة عدد من النساء وليس لي محرم وقد تجاوز عمري الخمسين عاماً، فهل يعتبر حجي صحيحاً أفيدونا أفادكم الله؟".

أجاب المفتي قائلا: "الجواب: لا يجوز للمسلمة أن تحج بدون محرم، النبي صل الله عليه وسلم قال: لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم وقد ذهب بعض العلماء إلى جواز الحج مع ثقات النساء بدون محرم ولكنه قول مرجوح، والصواب: ما قاله النبي صل الله عليه وسلم: لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم لكن لو حجت مع النساء صح حجها، وعليها التوبة إلى الله؛ لأنها أخطأت وأثمت فعليها التوبة إلى الله والندم وأن لا تعود إلى مثل هذا وحجها صحيح إن شاء الله؛ لأنها.. أدت مناسك الحج، فصح مع الإثم في مخالفتها السنة، في حجها بدون محرم، والله ولي التوفيق، وله سبحانه وتعالى الحكمة البالغة وعليها التوبة من ذلك. نعم".

العثيمين:

وفقا لموقعه الرسمي، ورد له سؤال كان نصه: "رجل وامرأة مسنين عندهما خادمة تريد الذهاب إلى الحج، وقد أصرت عليهما مع أنه ليس لها محرم، وقد حجزوا لها في إحدى حملات هذا البلد، ويسألان: هل عليهما إثم في ذلك مع أنها جاءت إليهما بدون محرم، ويصعب عليها أن تأتي مرةً أخرى مع محرم لأداء فريضة الحج؟ أفتنا جزاك الله خيراً".

رد العثيمين قائلا: "لا يجوز أن تذهب الخادم بدون محرم، حتى مع نساء، وإن كان بعض العلماء يقول: إن كانت المرأة مع نساء وهي آمنة فلا بأس أن تحج، لكن إذا نظرنا إلى الحديث الصحيح وهو أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خطب وقال: «لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم» فقام رجل فقال: يا رسول الله! إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال: «انطلق فحج مع امرأتك» فأمره أن يدع الغزو ويحج مع امرأته، ولم يقل الرسول -عليه الصلاة والسلام-: هل معها نساء؟ هل هي آمنة؟ هل هي شابة؟ هل هي عجوز؟ هل هي جميلة؟ هل هي قبيحة؟ ما استفصل، ومن قواعد العلماء: أن ترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال؛ لذلك أرى ألا يسمحا لها بالذهاب إلى الحج.. ثانياً: أرى أن عليهما أن يطمئناها ويقولا لها: الحج ليس واجباً عليك، وأنت منه في حل، وإذا لقيت ربك فإنك تلقينه غير ناقصة ركناً من أركان الإسلام، وانتظري حتى يأذن الله تعالى بتيسير أمرك مع محرم، وأما الاعتذار بأنها جاءت بلا محرم فهذا عجيب! أن يعتذر عن الداء بداء مثله أو أشد، كونها جاءت بلا محرم لا يبرر أن تحج بلا محرم؛ لأن مجيئها بلا محرم غلط، وكم من فظائع وطوام حصلت لكون الخادم ليس لها محرم في البيت.. نسأل الله السلامة والعافية".

الأزهر:

على الموقع الرسمي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ورد سؤال "هل يجوز سفر المرأة للحج بدون مَحْرَم؟"، ليجيب الأزهر: "ذهب بعض الفقهاء إلى أن المرأةَ تحتاجُ عند حجها إلى محرم من محارمها يسافر معها، سواء أكان الـمَحْرمُ من النسب أم الصهر أم الرضاع، فيجوز أن تسافر المرأة مع أبيها أو أخيها أو عمها أو خالها أو غير ذلك من محارمها، أو تسافر مع زوجها. وأجاز بعض الفقهاء للمرأة إذا لم تجد مَـحْـرمًا يحج معها وكان معها جماعةٌ من النساء أو الرجال مأمونةُ الـخُلُقِ والدين والرفقة، فإن المرأة يصح أن تحج معها، ويكفي في هذه الرفقة وجود امرأة واحدة. وذهب بعض الفقهاء إلى أن المرأة تستطيعُ أن تحج وحدها بدون محرم إذا كانت تأمنُ الطريقَ، ولا تخاف على نفسها، ولا على عرضها إذا سافرت بمفردها، والدليل على ذلك ما ورد عَنْ سيدنا عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: «يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الحِيرَةَ؟!» قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا. قَالَ: «فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنْ الحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللهَ» [أخرجه البخاري]. والمختار للفتوى جواز سفر المرأة وحدها إذا كانت تأمن الطريق وبشرط عدم مخالفة اللوائح والقوانين المنظمة لذلك والله تعالى أعلم".