تمكن الغواصون الذين كانوا يبحثون في حطام اليخت الفاخر الذي غرق قبالة صقلية من انتشال جثّتين جديدتين اليوم الأربعاء.
وذكرت صحيفة "التلغراف" أنّ الجثتين اللتين عُثر عليهما هما لرجل الأعمال البريطاني مايك لينش وابنته هانا.
ولا يزال غواصو الشرطة يبحثون عن الأشخاص الذين يُعتقد أنهم حوصروا في هيكل اليخت الفاخر الذي غرق.
وُجد المركب الشراعي الفاخر، قبالة بورتيسيلو بالقرب من باليرمو، على عمق 50 متراً تحت الماء، وهو عمق يتطلب احتياطات خاصة.
يتناوب الغواصون في جهود البحث ويستخدمون مركبة تحت الماء يتم التحكم بها عن بُعد، أو ما يُعرف باسم "روف" .
ويمكن للطاقم أن يبقى مدة 12 دقيقة فقط خلال البحث، وهو إجراء أبطأ الجهود المبذولة للوصول إلى داخل الحطام الضيق.
لم يتمكن فريق الإنقاذ من الوصول إلى الكبائن الموجودة أسفل سطح السفينة لأنها كانت مسدودة بالأثاث الذي تحرك أثناء العاصفة العنيفة التي ضربت السفينة في وقت مبكر من يوم الاثنين.
وقالت طواقم الإنقاذ إنهم يفترضون وجود المفقودين الستة في تلك الكبائن لأن معظمهم كانوا نائمين أثناء العاصفة، لكن الفرق لم تتحقق من وجودهم هناك بعد.
من هم المفقودون؟
عمليات البحث استطاعت أن تُساعد على انتشال 15 شخصاً بينهم امرأة وطفلتها، والعثور على جثة أحد الأشخاص، فيما لا يزال البحث جار عن الأشخاص الآخرين.
من بين المفقودين الملياردير البريطاني مايك لينش، وهو رجل أعمال وشخصية معروفة في مجال التكنولوجيا، ويُطلق عليه لقب "غيتس البريطاني".
كان لينش يحتفل بتبرئته مؤخراً من تهم احتيال مع الأشخاص الذين دافعوا عنه في المحاكمة.
ولا تزال هانا، ابنة لينش، البالغة 18 عاما مفقودة أيضاً.
ومن بين المفقودين، محامي لينش من شركة "كليفورد تشانس" القانونية كريستوفر مورفيلو وزوجته.
بالإضافة إلى الرئيس السابق للجنة تدقيق "أوتونومي" جوناثان بلومر الذي أدلى بشهادته في محاكمة لينش، وزوجته.
مع الإشارة إلى أن اليخت الذي غرق وعلى متنه 22 شخصًا، كان يحمل علم بريطانيا، يبلغ طوله 56 مترًا، وقد بُني في عام 2008 بواسطة الشركة الإيطالية "بيريني نافي".
أبرز الفرضيات حول أسباب تحطّم السفينة
ومع استمرار البحث عن المفقودين في حطام اليخت، تتزايد الأسئلة حول أسباب الحادث، الذي لم يتم توضيحها بعد. ويبرز السؤالي التالي: كيف سقط يخت فاخر بطول 56 مترًا، يمتلك وفقًا للخبراء جميع المؤهلات لتحمل الرياح والبرق والجدران المائية، في بضع دقائق؟
الفرضية الأولى التي انتشرت كانت تتمثل في انكسار العمود الرئيسي، بناءً على ما أفاد به قائد السفينة التي نقلت الركاب الخمسة عشر إلى بر الأمان. في هذا السيناريو، كان من الممكن ذلك في تلف في جعل القارب غير متوازن ويميل إلى جانب واحد ثم يغرق.
لكن مصدرًا مطلعًا على التحقيق أخبر صحيفة "كوريير ديلا سيرا" أن الغواصين الذين نزلوا لتفقد الحطام وجدوا الشجرة في مكانها بارتفاع 75 مترًا. ليس ذلك فحسب: القارب سليم، والهيكل ليس به عيوب، والبوابات مغلقة، والنوافذ كاملة.
انتشرت فرضية أخرى هي أن سرعة المياه كانت قوية جدًا لدرجة أنها لم تسمح لنظام الطوارئ على متن القارب لإغلاق القارب عندما بدأت المياه في الدخول.
والاحتمال الآخر هو أن جدارًا ضخمًا من الماء رفع السفينة الشراعية من الخلف، مما جعل القوس يتجه بسرعة نحو قاع البحر.
أو ببساطة، كما اقترح قائد قارب قريب من بايز أثناء العاصفة، فإن الجمع بين الرياح القوية و انحراف السفينة الشراعية، أي السطح الكبير المعرض للرياح، كان من شأنه أن يجعل اليخت الفاخر غير متوازن، مما يتسبب في احتوائه على الماء.
تم الافتراض أيضاً بوجود خطأ بشري. اذ عادة ما يهدف أصحاب المراكب الشراعية إلى الابتعاد عن الخطر إذا كان من المتوقع حدوث رياح قوية. ألم يكن من الحكمة الرسو عند المرسى بأمان بعيدًا عن الرياح والتيارات؟
بالإضافة إلى ذلك، بدأت العديد من "نظريات المؤامرة" بالانتشار، فهناك من ركّز بشكل أساسي على قضية لينش، معتقداً أن وفاته ليست سوى مرحلة وأنه فر من مكان الحادث على متن غواصة.