غزة: هكذا يحوّل القصف الإسرائيلي شهادات الولادة إلى وفاة مبددًا فرحة الآباء بتوأم طفل وطفلة

منذ 3 أشهر 49

تخيل أنك ودعت للتو زوجتك وأطفالك التوأم الذين ولدوا قبل 4 أيام، تطبع على أيديهم الصغيرة قبلة دافئة، ويدفء قلبك رغم مرارة الحرب وسقيعها. تعدهم بأنك لن تتأخر في مشوارك، تذهب للمستشفى لإحضار شهادات الولادة بعد أن اخترت أسمائهم بعناية، الأسماء التي ظننت أنها ستزين حياتك، ثم تعود لتجدهم جثثًا هامدة..

بنحيب وألم، تخبرنا صرخات محمد أبو القمصان، الأب والزوج المفجوع كيف تحوّل إسرائيل شهادة الولادة إلى وفاة بلحظات عابرة. في مشرحة دير البلح، حيث تتكدس جثث الأموات، يحاول الرجال تهدئته "اللهم أفرغ عليه صبرًا" يدعوا البعض له، لكن أطرافه لا تتوقف عن الاهتزاز، حتى وهو يصلي على الجثامين الملفوفة بأكياس بلاستيكية، والتي حاول الفلسطينيون دفعها بعناية حتى تسعها السيارات الصغيرة.

يروي أبو القمصان أنه كان جالساً في المستشفى يوم الثلاثاء لتسجيل المولودين في مكتب حكومي محلي، ثم اتصل الجيران ليخبروه أن منزلهم قد تعرض للقصف فتوفيت زوجته مع أمها و طفليه. يرفع بيديه المرتجفتين شهادتي الولادة، لا يستطيع النظر في مكان واحد حتى لفترة قصيرة ويقول: "أسميتهما آسر وأسيل، كانا توأم صبي وبنت" ويضيف" وزوجتي بعدها تعبانة لإنه ما صرلها زمان مولدة بعملية قيصيرية".

مأساة يومية تطوي أخرى، فقد وصلت أعداد القتلى الفلسطينيين بحسب وزارة الصحة إلى نحو 40,000 قتيل، بالإضافة إلى 92,240 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.