غزة: ما ظل فينا حيل.. صرخة فلسطيني لا يجد شربة ماء ولا يعرف لمن يشكو مآسيه ومن يصغي لشكواه ويجديه

منذ 3 أشهر 47

منذ بداية التصعيد العسكري في أكتوبر 2023، تعاني غزة من أزمة إنسانية خانقة. في كل زاوية من المخيمات المنتشرة عبر القطاع، تتجسد المعاناة الإنسانية في أبهى صورها، حيث تكافح العائلات الفلسطينية النازحة للحصول على الأساسيات التي تبقيهم على قيد الحياة: الماء والطعام.

في مخيم دير البلح، تتجلى هذه المعاناة بشكل مؤلم. عشرات العائلات تصطف يوميًا حول المتطوعين الذين يوزعون الطعام القليل المتوفر، في مشهد يختلط فيه الأمل باليأس. الأطفال يبكون والأمهات يحاولن تهدئتهم، بينما يتدافع الرجال والنساء على حد سواء للحصول على نصيب من حصص غذائية نادرة.

يقف أبو محمد، الذي نزح سبع مرات منذ بدء النزاع، في الصفوف الأمامية وعيناه تحملان قصصاً من الألم. "نشعر بالذل والجوع"، يقول بصوت مختنق بالعبرات: "لقد فقدنا كل شيء، ولم نعد نملك القدرة على التحمل".

يتحدث أبو محمد عن يومياته بكلمات بسيطة ولكنها تحمل في طياتها أعمق الجراح: "نأكل وجبة واحدة في اليوم من المساعدات. إذا لم تكن هناك مساعدات، لكان الجوع قد قضى علينا."

في كل مكان، تصطدم العيون بحزن يلف الوجوه الصغيرة والكبيرة. الفتيات الصغيرات يصرخن ويتدافعن وسط ازدحام الأجساد، في محاولة يائسة للوصول إلى مقدمة الطابور للحصول على طعام أو ماء. الأمهات يراقبن، وقلوبهن مثقلة بالحزن والخوف على مستقبل أطفالهن.

يتحدث محمد القايد، الذي نزح من مدينة غزة ويعيش الآن على طول الشاطئ، عن تضاؤل الفرص وتزايد الحاجة: "الطعام الذي يصلنا من الجمعيات الخيرية بالكاد يكفي الناس في مخيمنا. من أين يحصل الأشخاص الذين نزحوا مؤخرًا على الطعام؟ من أين نوفر لهم الطعام؟" كلماته تنبض بالقلق والحيرة، تعكس حال الآلاف الذين يعانون من نفس المصير.

في ظل هذه الظروف الصعبة، لم يعد بإمكان الكثير من النازحين الصمود. وصف جورجيوس بتروبولوس، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، الوضع بكلمات مؤثرة: "لقد نزح الكثير من الناس هنا أكثر من 10 مرات. إنهم منهكون ومحطمون".

مع استمرار الأزمة، يتزايد عدد النازحين، وتقل الموارد، ويصعب الحصول على حتى أبسط الأساسيات. الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية تظهر حجم المعاناة، مع زيادة كثافة الخيام على طول الساحل، حيث لا توجد مساحة كافية لاستيعاب جميع النازحين.

منذ بداية الحرب، أصدرت إسرائيل 12 أمر إخلاء في أغسطس فقط، مما أدى إلى نزوح حوالي 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، وفقاً لتقرير من أعلى مسؤول إنساني في الأمم المتحدة.

وأكدت الأمم المتحدة أن القانون الإنساني الدولي يتطلب حماية المدنيين، ودعت إلى حماية المدنيين، وتسهيل الوصول الإنساني، وإيجاد اتفاق لوقف إطلاق النار.