غزة قبل النزوح الأخير.. "سننام مرتاحين وسيتوقف شلال الدم والخوف".. حكايات عائلات فلسطينية تشتت

منذ 6 ساعة 15

بعد 15 شهرًا من القصف والدمار، يترقب سكان قطاع غزة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الأحد. ويأتي هذا الاتفاق بعد واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ المنطقة، حيث تسببت بمقتل وتشريد الآلاف من الفلسطينيين.

في مناطق مثل بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا في شمال القطاع دُمرت بالكامل، وسويت معظم مبانيها بالأرض، مما أجبر سكانها على التشتت في أنحاء غزة بحثًا عن الأمان. 

رحلة نزوح طويلة

داخل خيمتها البسيطة، كانت ماجدة أبو جراد تجمع أمتعة عائلتها، تحضيرًا للعودة إلى بيت حانون، البلدة التي اضطروا لمغادرتها مع بداية الحرب. "هذه ستكون المرة الأخيرة التي ننزح فيها، حتى لو عدنا إلى خيمة، المهم أن الخوف سيتوقف، وسننام مطمئنين"، تقول ماجدة.

عائلة أبو جراد، المكونة من الوالدين نعمان وماجدة وست بنات، بدأت رحلة نزوح طويلة منذ الأيام الأولى للحرب. في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة على القطاع. غادرت العائلة منزلها في بيت حانون، الذي كان يمثل لهم الأمان والمودة ورائحة الورود والياسمين في أمسيات الصيف. 

تقول ماجدة: "لم يكن لدينا خيار. غادرنا بيتنا الذي كان مليئًا بالحب والدفء. انتقلنا إلى حيث أمرنا الجيش الإسرائيلي، لكننا فقدنا كل شعور بالاستقرار". 

على مدار الأشهر الماضية، نزحت العائلة سبع مرات، متنقلة بين المدارس والمخيمات والشوارع. كانت تتزاحم مع غرباء في فصول مدرسية، أو تبحث عن ماء في مخيمات مزدحمة، أو تنام في العراء. 

يقول الأب نعمان: "كلما نزحنا، كانت حياتنا تصبح أكثر صعوبة. لم نكن نعرف إلى أين نذهب". ويُضيف: "نحن بحاجة ماسة لأن تنتهي هذه المعاناة. نريد العودة إلى منزلنا حتى لو كان مدمراً. المهم أن يشعر أطفالي بالأمان، وأن تنتهي هذه الحرب". 

أمل يلوح في الأفق

مع بدء الحديث عن وقف محتمل لإطلاق النار، بدأت العائلة في حزم أمتعتها استعدادًا للعودة. "بمجرد أن قالوا إن الهدنة ستبدأ يوم الأحد، بدأنا نحزم حقائبنا ونحضّر ما سنأخذه معنا"، تقول ماجدة.

بيت حانون، البلدة التي كانت تمثل لعائلة أبو جراد ذكريات الطفولة والدفء العائلي، أصبحت الآن رمزًا للدمار. لكن العائلة مصرة على العودة، حتى لو كانت البداية مجرد خيمة. 

يقول الأب: "نريد أن نعود لنطمئن على أهلنا وإخوتنا الذين بقوا في الشمال. نريد أن نرى منزلنا، حتى لو كان مجرد أطلال. ذكرياتنا كلها هناك. المهم أن تنتهي الحرب ونشعر بالأمان". 

ومع ترقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تأمل عائلة أبو جراد وآلاف العائلات الأخرى أن تكون هذه بداية نهاية المعاناة. العودة إلى المنزل، بغض النظر عن حالته، تمثل الخطوة الأولى نحو استعادة شعورهم بالأمان والاستقرار.