رشّ المتظاهرون الطلاء على واجهة صالة العرض، وكتبوا كلمة "DOGE" مشطوبة بالطلاء الأحمر، إلى جانب عبارات نابية تهاجم النفوذ المتزايد للمليارديرات في القرارات المصيرية المتعلقة بالمناخ، كما ندّدوا بالمنظمة الحكومية التي يشارك ماسك في إدارتها.
وجاء في بيان الحركة: "لا يوجد مستقبل على كوكب يحكمه المليارديرات، حيث يطغى الربح على الحياة وتحترق الأرض. لم يعد ممكنا أن نهمس فقط بهذه الحقيقة... يجب أن نصرخ بها، من فوق أسطح المنازل، ومن كل زاوية من زوايا عالمنا المحتضر".
كما دعت الحركة إلى مقاومة ما وصفتها بـ"حكومة الفوضى والوحشية"، مشيرة إلى ضرورة بناء هياكل بديلة تعوّض ما تسببت به السلطة الحالية من أضرار.
ولم يأتِ الاحتجاج بمعزل عن واقع مضطرب تعيشه "تسلا". فقد سجّلت الشركة انخفاضًا حادًا في صافي دخلها بنسبة 71% خلال الربع الأول من العام الجاري، وسط منافسة شديدة في الأسواق العالمية، وتراجع الثقة في العلامة التجارية بسبب الارتباط المباشر بين ماسك وإدارة ترامب.
وبلغت إيرادات "تسلا" 19.3 مليار دولار في الربع الأول، بتراجع نسبته 9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما تراجعت عائدات قطاع السيارات وحده بنسبة 20%.
كما سجّلت الشركة انخفاضًا بنسبة 13% في عمليات تسليم السيارات عالميًا، وسط ردود فعل غاضبة إزاء الصورة العامة لماسك ودوره السياسي. ولم تقتصر الاحتجاجات على نيويورك، إذ امتدت إلى مدن أخرى في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تعرضت متاجر تابعة للشركة ومحطات شحن لها لأعمال تخريب وحرائق متعمدة.
ويزيد من التحديات التي تواجهها الشركة، ما تخضع له واردات السيارات من رسوم جمركية تصل إلى 25%. ورغم أن تسلا تصنّع سياراتها المخصصة للسوق الأمريكية في ولايتي تكساس وكاليفورنيا، إلا أن اعتمادها الكبير على مكونات من دول مجاورة، وفي مقدمتها المكسيك التي تؤمّن أكثر من 20% من قطع الغيار، يفاقم من حدة الأزمة.
وبين تصاعد الاحتجاجات البيئية وتدهور الأداء المالي، تجد شركة تسلا نفسها في مواجهة أزمة متعددة الأبعاد، تتقاطع فيها الحسابات الاقتصادية مع التحديات السياسية، وسط تساؤلات متنامية حول دور رؤوس الأموال الكبرى في رسم مستقبل المناخ والسياسات البيئية.