ملخص
يقول باحثون بحرينيون إن هناك عادات مهمة خلال العيد يحرص الآباء على اصطحاب مَن تجاوز سن الطفولة من أبنائهم لممارستها، مثل صلاة العيد ثم زيارة المقابر وتذكر من سبقهم إلى الدار الآخرة وقراءة الفاتحة على قبورهم، ثم زيارة المجالس عند كبار رجالات الفريج. وقد تكون إحدى العائلات تعودت طبخ غداء العيد للجميع. ثم يتفرغ الأطفال عصراً ليجولوا على البيوت ومعايدة أصحابها.
تحتفل الدول العربية والإسلامية حول العالم بعيد الفطر وبإتمام صيامهم شهر رمضان، وتتنوع الاحتفالات من دولة إلى أخرى ويجمع بينها تمسك المسلمين بالعادات والتقاليد الاجتماعية الشهيرة والمعبرة عن مظاهر احتفالهم بالطرق التي توارثتها الأجيال بإتمام فريضة الصيام. ويحتفل المسلمون بالعيد لمدة ثلاثة أيام كعطلة رسمية في البلدان ذات الغالبية المسلمة.
يبدأ الاحتفال بعيد الفطر المبارك بصلاة العيد ثم تنطلق فعاليات اليوم الأول بتجمع العائلات في المجالس ومن ثم زيارة الأقارب والجيران وتقديم الحلويات وتبادل التهاني، وتعد التهنئة الأكثر شعبية هي "عيدكم مبارك" أو "عيد سعيد" وتختلف تهاني العيد من بلد إلى آخر بحسب البلد واللغة.
مظاهر مميزة
وتعد طقوس العيد وعاداته الاجتماعية في البحرين جزءاً من ذاكرة الأهالي التي يحتفلون بها بمآثر الآباء والأجداد، وتقاليد البيوت البحرينية ذات النكهة الخاصة التي تميزهم بما تمتلكه بيئتهم من تعدد وتنوع ثقافيين. وتتشابه صور ومظاهر الاحتفاء بعيد الفطر المبارك في مختلف مناطق ومحافظات البحرين، فالعادات والتقاليد متقاربة في ما بينها وأبرزها صلاة العيد وتجمع العائلات لتناول الطعام التقليدي. ويستذكر الباحث التراثي البحريني محمد جمال طقوس العيد من خلال معاصرته لها قبل أعوام عدة فيقول "تختلف العادات الاجتماعية عند كبار السن عن تلك الخاصة بالأطفال، وهناك عادات مهمة فيحرص الآباء على اصطحاب مَن تجاوز سن الطفولة من أبنائهم لممارستها مثل صلاة العيد ثم زيارة المقابر وتذكر من سبقهم إلى الدار الآخرة وقراءة الفاتحة على قبورهم، من ثم زيارة المجالس عند كبار رجالات الفريج. وقد تكون إحدى العائلات الكريمة تعودت طبخ غداء العيد للجميع، ويتفرغ الأطفال عصراً ليجولوا على البيوت ومعايدة أصحابها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فن المراداة
ويؤكد محمد جمال أن "من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد هو استعراض الفنون الفلكلورية الشعبية القديمة مثل العرضة التي تُقام في مجالس الرجال والساحات العامة، بينما تؤدي النساء فن المراداة وهو فن ضمن فعاليات العيد بين صفوف الفتيات والسيدات، ويبدأ التحضير له قبل أيام العيد بمدة بالاتفاق بين الفتيات في الحي الواحد"، موضحاً أن "رقصة المراداة تؤديها فتيات صغيرات السن تراوح أعمارهن ما بين 12 و18 سنة، يقفن في صفين متقابلين وممسكات أيادي بعضهن بعضاً وتغني الصفة أو المجموعة الأولى بيتاً من شعر المرادة، فترد عليها الثانية بالأبيات نفسها، ثم يكررن البيت أربع أو خمس مرات وينتقلن إلى البيت الذي بعده وهكذا... بعد فترة تتحرك المجموعة الأولى بخطى متسقة حتى تتقابل مع المجموعة الثانية وجهاً لوجه مع استمرار الغناء. وترجع إلى مكانها بخطوات خلفية متسقة، وتكرر المجموعة المجموعة الثانية ما قامت به المجموعة الأولى".
ضيافة الفوّالة
تتنوع ضيافة عيد الفطر في المجالس البحرينية وتعد أهم طقوس اليوم الأول من العيد. وتبيّن الباحثة في مجال الطعام الدكتورة دلال الشروقي أن "مائدة العيد أو فوّالة العيد في البيت العود، وهو مجلس العائلة، عادةً ما تتكون من القهوة البحرينية المطيبة بالهيل والزعفران والحلوى البحرينية، إضافة إلى الأكلات التراثية المميزة مثل البلاليط الطبق التقليدي الذي يجمع بين المذاقين الحلو والمالح وهو ذو شعبية واسعة في البحرين، وبعدما الانتهاء من الزيارات وتبادل التهاني تجتمع العائلات لتناول غداء العيد الذي يشمل ولائم اللحم والرز إلى جانب عدد من الأطباق الشعبية".