عاصفة مدمرة في أمريكا تودي بحياة 16 شخصًا وتشل الحياة في عدة ولايات

منذ 2 أيام 26

اجتاحت عاصفة قوية مناطق واسعة من جنوب ووسط الولايات المتحدة، مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا على الأقل في حوادث مرتبطة بالطقس بحلول صباح الأحد. ولا تزال التحذيرات من الأعاصير والفيضانات المفاجئة قائمة، مع توقع استمرار الطقس السيء لعدة أيام قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات المياه بشكل خطير.

وضربت الأمطار الغزيرة والفيضانات المناطق التي تعاني أصلًا من تشبع مائي بسبب سلسلة العواصف الشديدة التي شهدتها الأيام الماضية، والتي تسببت في تشكّل أعاصير دمرت مناطق سكنية.

وأصدرت السلطات تحذيرات جديدة من الأعاصير في ولايتي ألاباما وميسيسيبي، بالإضافة إلى تحذيرات من الفيضانات المفاجئة في عدة مقاطعات بكنتاكي وميسيسيبي وتينيسي.

وشهد يوم السبت 5 نيسان/أبريل استمرار الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة التي ضربت وسط البلاد، مما أدى إلى ارتفاع سريع في مستويات المياه وإعلان حالات الطوارئ في ولايات تمتد من تكساس حتى أوهايو. ومن بين الوفيات المسجلة منذ بداية العواصف، سُجلت 10 حالات في ولاية تينيسي وحدها.

وحذرت خدمة الطقس الوطنية من أن العشرات من المواقع في عدة ولايات ستصل إلى "مرحلة الفيضان الكبرى"، حيث يمكن أن تتعرض المنشآت والطرق والجسور والبنى التحتية الحيوية لأضرار جسيمة نتيجة الفيضانات الواسعة.

وقال عمدة لويفيل، كريغ غرينبرغ، يوم السبت إن نهر أوهايو ارتفع بمقدار 5 أقدام (حوالي 1.5 متر) خلال 24 ساعة وسيستمر في الارتفاع لعدة أيام.

وأضاف: "نتوقع أن يكون هذا أحد أكبر 10 أحداث سيول في تاريخ لويفيل".

حوادث متفرقة

ولقى رجل يبلغ من العمر 57 عامًا مصرعه مساء الجمعة 4 نيسان / أبريل بعد أن جرف التيار السيارة التي كان يستقلها في ويست بلينز، ميزوري.

وفي كنتاكي، أسفرت الفيضانات عن وفاة طفل يبلغ من العمر 9 سنوات جرفته المياه أثناء توجهه إلى المدرسة، ورجل يبلغ من العمر 74 عامًا تم العثور على جثته داخل سيارة غمرتها المياه بالكامل في مقاطعة نيلسون.

وفي ليتل روك، أركنساس، توفي طفل يبلغ من العمر 5 سنوات في حادث مرتبط بالطقس، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وأدت الأعاصير التي ضربت المنطقة في وقت سابق من الأسبوع إلى تدمير أحياء بأكملها ومقتل 7 اشخاص على الأقل.

تأثيرات على النقل والتجارة

وألغت شركات الطيران 521 رحلة داخل الولايات المتحدة أو القادمة إليها والمغادرة منها، بينما تأخرت أكثر من 6,400 رحلة يوم السبت. ووفقًا لموقع FlightAware.com، تم إلغاء 74 رحلة وتأخير 478 رحلة أمريكية أخرى صباح الأحد.

وأشار خبراء الأرصاد، إلى أن الفيضانات الشديدة في منطقة تشمل محاور الشحن الرئيسية في لويفيل، كنتاكي، وممفيس قد تؤدي إلى تأخيرات في الشحن واضطرابات في سلاسل الإمداد.

اضطراب في السكك الحديدية

وأكدت شركة BNSF، أن جسراً للسكك الحديدية في ماموث سبرينغ جرفته مياه الفيضانات، مما أدى إلى انحراف عدة عربات. ولم يتم الإبلاغ عن إصابات، ولكن لم يكن هناك تقدير فوري لموعد إعادة فتح الجسر.

تحذيرات مستمرة

استمر إصدار تحذيرات الفيضانات المفاجئة والأعاصير يوم السبت في أركنساس وميسيسيبي وتينيسي وكنتاكي، مع استمرار تساقط أمطار غزيرة ورياح مدمرة. وكانت جميع أنحاء شرق كنتاكي تحت مراقبة الفيضانات حتى صباح الأحد.

وأصبحت مئات الطرق في كنتاكي غير سالكة بسبب الفيضانات، الأشجار المتساقطة، أو الانزلاقات الطينية والصخرية.

وفي هوبكينسفيل، كنتاكي، تم إعادة فتح وسط المدينة بعد انحسار مياه الفيضانات من نهر ليتل، لكن المزيد من الأمطار كان متوقعًا.

وأمر المسؤولون بإخلاء إجباري لبلدة فالموث، التي يقطنها 2,000 شخص في شمال وسط كنتاكي، بسبب ارتفاع منسوب نهر ليكينغ. كانت التحذيرات مشابهة للفيضانات الكارثية التي حدثت قبل نحو 30 عامًا عندما وصل النهر إلى مستوى قياسي بلغ 50 قدمًا، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص وتدمير 1,000 منزل.

أسباب الطقس السيء

ومنذ الأربعاء، سقط أكثر من قدم من الأمطار في أجزاء من كنتاكي، وأكثر من 8 بوصات في أجزاء من أركنساس وميزوري.

وعزى خبراء الأرصاد الطقس العنيف إلى درجات الحرارة الدافئة، الغلاف الجوي غير المستقر، الرياح القوية المتغيرة، ووفرة الرطوبة القادمة من الخليج.

وتم تسجيل تقارير عن ملاحظة أعاصير في ولايتي ميزوري وأركنساس مساء الجمعة، أحدها بالقرب من بلايثفيل، أركنساس، رفع الحطام على ارتفاع لا يقل عن 25,000 قدم.

وأفادت السلطات بأضرار في 22 مقاطعة ناجمة عن الأعاصير والرياح والبرد والفيضانات المفاجئة.

لجوء المواطنين إلى الملاجئ

وفي دايرزبيرغ، تينيسي، توافد العشرات من السكان إلى ملاجئ الطوارئ حاملين البطانيات والوسائد والمستلزمات الأساسية. ومن بينهم جورج مانز، 77 عامًا، الذي قال: إنه هرب من شقته بعد سماع التحذيرات الصادرة عن السلطات وذهب إلى الملجأ. مشيراً إلى أنه أخذ كل أغراضه من أدوية وأجهزة إلكترونية خشية أن تدمر شقته.