عائلات صينية تلجأ إلى تايلاند هرباً من ضغوط التعليم التنافسي

منذ 2 أشهر 40

في محاولة للهروب من الضغوط الكبيرة التي يفرضها النظام التعليمي التنافسي في الصين، اتجهت العديد من العائلات الصينية إلى تايلاند بحثاً عن بيئة تعليمية أكثر راحة ومرونة.

دي جي وانغ، أحد هؤلاء الآباء، قرر نقل عائلته من مدينة ووهان الصينية إلى شيانغ ماي في شمال تايلاند بعدما بدأ ابنه ويليام يعاني من تراكم الواجبات الدراسية وضغوط التعليم التي بدأت في الصف الثاني واستمرت حتى أصبح ينهي يومه الدراسي في منتصف الليل.

شيانغ ماي، التي تتمتع بوتيرة حياة هادئة وتكاليف معيشة منخفضة، أصبحت وجهة مفضلة للعائلات الصينية التي تبحث عن تعليم عالي الجودة لأطفالها بعيداً عن التنافس الشديد في الصين. وفقًا لجنسن زانغ، مدير شركة استشارات تعليمية تدعى "تعليم الرؤية"، فإن العديد من العائلات الصينية المتوسطة الطبقة تختار تايلاند لأنها توفر مدارس دولية بأسعار أقل من تلك الموجودة في المدن الكبرى مثل بكين وشنغهاي، كما أن سهولة الحصول على التأشيرات وسلامة البيئة يزيد من جاذبية المنطقة.

منذ عقد من الزمن، بدأت هذه الهجرة التعليمية إلى تايلاند، لكنها ازدادت سرعة في السنوات الأخيرة. "مدرسة لانا الدولية"، إحدى المدارس الدولية في شيانغ ماي، شهدت زيادة كبيرة في عدد الطلبات المقدمة من العائلات الصينية في العام الدراسي 2022-2023، حيث تضاعف عدد الطلبات مقارنة بالعام السابق.

في الصين، يُولي المجتمع أهمية كبيرة للتعليم، حتى أن بعض الآباء يتركون وظائفهم ويؤجرون شققاً بالقرب من مدارس أبنائهم ليرافقوهم في دراستهم ويضمنوا أدائهم الأكاديمي الممتاز. يُعرف هذا النوع من الدعم الأبوي بـ"الدراسة المصحوبة"، لكنه غالباً ما يأتي على حساب حياة الأهل الخاصة. في ظل المنافسة الشديدة على مقاعد الجامعات المرموقة، يُعتبر النجاح الأكاديمي هو المعيار الأساسي للنجاح في المجتمع الصيني، مما يولد ضغطاً هائلاً على الطلاب وأهاليهم.

في تايلاند، يجد الطلاب الصينيون مساحة أكبر لتطوير هواياتهم واهتماماتهم الشخصية بعيداً عن الضغوط الدراسية. رودني، ابن جيانغ وينهوي التي انتقلت من شنغهاي إلى شيانغ ماي، استغل الوقت في تعلم العزف على الجيتار والبيانو، وطور اهتمامات جديدة مثل تربية حيوانات أليفة.

أما ويليام، ابن وانغ، فقد وجد نفسه يتمتع بوقت فراغ أكبر ويكمل دراسته دون أن يتأخر في السهر حتى منتصف الليل، مما ساعده على تطوير اهتماماته الخاصة خارج إطار الدراسة الأكاديمية.

بالنسبة لوانغ وعائلته، هذا الانتقال لم يخفف فقط من الضغط الأكاديمي على ابنه، بل غير أيضًا وجهة نظره نحو التعليم، حيث أصبح يؤمن بأن الدرجات السيئة ليست نهاية المطاف وأن النجاح في الحياة لا يعتمد فقط على الأداء الأكاديمي.