طهران ترد على رسوم "شارلي إيبدو" بوقف أنشطة معهد فرنسي.. وباريس تنتقد حرية الصحافة واستقلال القضاء في إيران

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت إيران، الخميس، أنها أنهت أنشطة معهد أبحاث فرنسي مقره طهران، ردا على الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي وعدد من رجال الدين الشيعة، التي نشرتها مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، هذا الأسبوع.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، إنها "تدين بأشد العبارات الخطوة التدنيسية، التي اتخذتها مجلة فرنسية سيئة السمعة للدوس على الأعراف الأخلاقية المعترف بها، والانتهاك الوحشي للمقدسات الدينية، وعدم احترام السلطة السياسية الدينية، وإهانة رموز الدولة والقيم الوطنية الإيرانية".

وأضاف البيان: "لا تتسامح الوزارة مع الصمت حيال تحرك المجلة الفرنسية المبتذلة المعادية للثقافة وللإنسان، وتوقف أنشطة المعهد الفرنسي للأبحاث في إيران، كخطوة أولى، بينما تراجع العلاقات الثقافية مع فرنسا وإمكانية استمرار الأنشطة الثقافية الفرنسية في إيران".

وفي البيان، وصفت وزارة الخارجية الرسوم الكاريكاتورية بأنها "خطوة غير إنسانية" من جانب "المطبوعة الفرنسية غير المحترمة"، وأضاف أن "شارلي إيبدو استخدمت بوقاحة المفهوم النبيل لحرية التعبير منذ فترة طويلة كذريعة للأفعال المعادية للثقافة وإهانة البشر وكرامة الإنسان والأخلاق السامية".

وتابع البيان أن هذه الخطوة كانت "استمرارا لأنشطة مماثلة، بما في ذلك نشر الرسوم الكاريكاتورية الساخرة من النبي محمد، في السنوات السابقة، والتي أغضبت المسلمين، ودفعتهم إلى تنظيم احتجاجات في أنحاء العالم".

كما ألقت وزارة الخارجية الإيرانية في البيان، باللوم على "تقاعس" السلطات الفرنسية، في مواجهة "مظاهر الإسلاموفوبيا وإثارة الكراهية العنصرية في المنشورات الفرنسية". وقالت إنها" تذكر الحكومة الفرنسية بأنها مسؤولة بشكل مباشر، عن محاسبة مرتكبي ورعاة مثل هذه الحالات من نشر الكراهية".

ودعت الخارجية الإيرانية إلى "مواجهة جادة ضد معاداة الإسلام وكراهية الإسلام الحمقاء كرمز للعنصرية المؤسسية في هذا البلد".

وفي المقابل، انتقدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، الخميس، وضع حرية الصحافة واستقلال القضاء في إيران. وقالت كولونا في مقابلة مع الإذاعة الفرنسية LCI: "دعونا نتذكر ببساطة، أن حرية الصحافة موجودة في فرنسا، على عكس ما يحدث في إيران، وأنها تُمارس تحت إشراف قاض في سلطة قضائية مستقلة، وهو أمر أيضا لا تعرف إيران عنه إلا القليل".

وأضافت كولونا: "السياسة السيئة هي تلك التي تتبعها إيران، التي تمارس العنف ضد سكانها، والتي تمارس سياسة احتجاز الرهائن التي تثير الصدمة بشكل خاص". وأكدت كولونا: "في القانون الفرنسي ليس لدينا مفهوم التجديف".

وتأتي تصريحات الوزيرة الفرنسية، بعد أن هدد مسؤولون إيرانيون باتخاذ إجراءات ضد الحكومة الفرنسية، بعد نشر رسوم كاريكاتورية ساخرة لخامنئي في مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، إن إيران استدعت السفير الفرنسي في طهران، الأربعاء، للاحتجاج على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها "شارلي إيبدو".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، إن بلاده قدمت "احتجاجا شديدا للحكومة الفرنسية"، مؤكدا أن "الجمهورية الإسلامية لن تقبل إطلاقا بالإساءة إلى المقدسات ومبادئها الإسلامية والمذهبية والوطنية".

ونشرت المجلة الأسبوعية الفرنسية، الأربعاء، أكثر من 30 رسما كاريكاتوريا يسخر من المرشد الأعلى في إيران، في عرض لدعم الشعب الإيراني الذي يحتج ضد الحكومة الإيرانية وسياساتها.

من جانبه، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على تويتر من رد "حاسم وفعال" ووصف الرسوم الكرتونية بأنها "مهينة" و"غير لائقة".