صدامات في اليوم العاشر من تعبئة جديدة في فرنسا والحوار في طريق مسدود

منذ 1 سنة 176

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 28/03/2023 - 20:31

مظاهرة حاشدة في مدينة نانت الفرنسية احتجاجاً على تعديل نظام التقاعد

مظاهرة حاشدة في مدينة نانت الفرنسية احتجاجاً على تعديل نظام التقاعد   -  Copyright  AP Photo/Jeremias Gonzalez

شهد اليوم العاشر من التظاهرات ضدّ إصلاح النظام التقاعدي في فرنسا الثلاثاء صدامات بين الشرطة ومئات المحتجّين، في ظلّ تصاعد التوتّر في البلاد مع وصول الحوار بين حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون والنقابات إلى طريق مسدود.

وفي باريس، تدخلت قوات الامن لتفريق مجموعة ممن المخرّبين بعد أن اقتحموا متجر بقالة وأضرموا النار في حاوية قمامة قبيل وصول المسيرة الاحتجاجية الرئيسية إلى ساحة "لا ناسيون"، وفق مراسلي فرانس برس. وقالت الشرطة انها اعتقلت 22 شخصا.

وذكر مقر شرطة باريس أنّ قوات الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع لـ"تفريق التظاهرة" والسماح "لفرق الإطفاء بالتدخّل" و"تسهيل تقدّم المسيرة". وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان الثلاثاء نشر "13 ألف شرطي بينهم 5500 في باريس"، في تعزيزات "غير مسبوقة".

واشتبك متظاهرون مع قوات أمنية بعد ظهر الثلاثاء في مدينة نانت (غرب) حيث أضرمت النار في أحد فروع مصرف واستهدفت المحكمة الإدارية وكذلك في مدينة رين (غرب) حيث وقعت عمليات تخريب.

وتفاقمت الاحتجاجات ضد التعديل الذي طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وينصّ خصوصاً على رفع سنّ التقاعد من 62 إلى 64 عامًا، منذ تبنّت الحكومة النصّ دون تصويت في الجمعية العامة، فيما لم تؤّد اقتراحات بحجب الثقة إلى الإطاحة بالحكومة.

ومذاك الحين، شهدت المظاهرات أعمال عنف متزايدة وأُصيب خلالها عناصر في الشرطة والدرك ومثيرو الشغب ومتظاهرون وأُحرقت مبان عامة. وواجهت قوات الأمن تعبئة تراجعت بنسبة 20 إلى 40% وفقا للمدن. 

وفي العاصمة أعلنت نقابة "سي جي تي" CGT عن مشاركة 450 ألف متظاهر مقابل 800 ألف في 23 آذار/مارس. من جهتها ذكرت الشرطة أن نحو 740 ألف متظاهر نزلوا الثلاثاء إلى الشارع في فرنسا بينهم 93 ألفًا في باريس.

واكّد الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران الثلاثاء أن الحكومة "حصن ضدّ العنف غير المشروع"، رافضا اقتراح النقابات باللجوء إلى "وساطة". وشهدت حركة القطارات اضطرابات كبيرة صباح الثلاثاء. 

وتقول ياسمين منيب (19 عاماً)، وهي طالبة في مدينة ليل في شمال فرنسا، إنها "تتفق" مع مطالب المضربين عن العمل بسحب الإصلاح، لكنها ترى أنه يجب على العاملين في قطاع النقل "السماح للقطارات الصباحية بالعمل من أجل مصلحة تلاميذ المدارس الثانوية". وتوضح أن ذلك "يكلّفها دراستها"، لأنها استيقظت في الرابعة صباحاً لحضور حصّة عند الساعة الثامنة ستفوّتها على كل الأحوال بسبب عرقلة حركة النقل. 

تعليق إضراب جامعي النفايات

وعرقل متظاهرون حركة القطارات في محطة غار دو ليون في باريس، وطلبت المديرية العامة للطيران المدني الثلاثاء من شركات الطيران مجددًا إلغاء بعض رحلاتها الخميس والجمعة، لا سيّما في مطار باريس-أورلي، بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية.

ونفد الوقود أو الديزل في أكثر من 15% من محطات الوقود في فرنسا الاثنين. وفي باريس، أُغلق برج إيفل وقصر فيرساي بسبب حركة الإضرابات. وتتكدس آلاف الأطنان من القمامة في شوارع العاصمة بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من إضراب مفتوح لجامعي النفايات.

لكن نقابات عمّال جمع النفايات أعلنت "تعليق" إضرابها اعتبارًا من الأربعاء. على الرغم من تصميم الحكومة على موقفها بشأن الإصلاح، تشدّد على رغبتها في "التهدئة". 

"لا حاجة لوساطة"

وفي استطلاع أجرته مجموعة أودوكسا، 30% فقط من المشاركين يعتبرون أن ماكرون رئيس "جيّد"، بتراجع من ستّ نقاط مئوية خلال شهر، فيما ينظر إليه 70% من المستطلَعين بسلبية.

واعتبارًا من الاثنين، بدأت بورن سلسلة واسعة من المشاورات على مدى ثلاثة أسابيع مع نواب والأحزاب السياسية ومسؤولين محليين وشركاء اجتماعيين إذا أرادوا ذلك. لكن النقابات، التي حذرت من تحول الاحتجاجات إلى حركة اجتماعية خارجة عن السيطرة، لا تنوي التراجع.

والثلاثاء، طالب الأمين العام لنقابة "سي اف دي تي" الإصلاحية لوران بيرجيه الحكومة بإقامة "وساطة" من أجل "إيجاد مخرج". وأضاف "ما تطرحه النقابات اليوم هو بادرة تهدئة".

وأعلن الأمين العام لنقابة "سي جي تي" فيليب مارتينيز أن النقابات "سترسل رسالة إلى رئيس الجمهورية" لمطالبته مجددًا بـ"تعليق مشروعه"، فيما يتهم بعض المعارضين اليساريين، منهم القيادي في الحزب الشيوعي فابيان روسيل، الرئيس الفرنسي بأنه "يراهن على تلاشي" الحركة الاجتماعية.

في أيدي المجلس الدستوري

وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية "لا حاجة لوساطة". واعتبر أنّ مصير الإصلاح أصبح في أيدي المجلس الدستوري. وأشار مصدر برلماني إلى أن الجمعية الوطنية ستستمع خلال الأيام المقبلة لوزير الداخلية جيرالد دارمانان بشأن "إدارة حفظ النظام".