شهود يروون تفاصيل مقتل فلسطيني عند حاجز عسكري خلال ذهابه إلى عمله.. والسلطة تتهم إسرائيل بإعدامه

منذ 1 سنة 168

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 15/01/2023 - 19:55

فلسطينيات يبكين خلال تشييع جنازة أحمد الكحلة في قرية رمون بالضفة الغربية المحتلة. 2023/01/15

فلسطينيات يبكين خلال تشييع جنازة أحمد الكحلة في قرية رمون بالضفة الغربية المحتلة. 2023/01/15   -   حقوق النشر  أ ف ب

اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية الأحد القوات الإسرائيلية "بإعدام" فلسطيني، عند حاجز تفتيش في الضفة الغربية المحتلة، خلال ما وصفه شاهد بأنه مشاجرة عند نقطة تفتيش مزدحمة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن الرجل حاول الاستيلاء على سلاح من أحد الجنود. وقال أقارب الضحية إن الأب وابنه يعملان في مجال التشييد، وكانا معا في السيارة متوجهين للعمل.

ودانت الوزارة في بيان "جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، بحق المواطن أحمد حسن عبد الجليل الكحلة (45 عاما)"، قرب قرية سلواد شرق مدينة رام الله.

 وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب أن الكحلة قتل "برصاص الاحتلال الحي في العنق من مسافة صفر، بعد أن أجبروه على النزول من مركبته إثر مشادة كلامية".

وقال ماهر حديد (37 عاما)، وهو قائد سيارة فلسطيني إنه شاهد إطلاق النار يوم الأحد، وإن الجيش أطلق قنابل صوت أصابت إحداها سيارة كحلة الذي بدأ في الصياح في وجه الجنود وعندما اقتربوا من سيارته، استخدموا رذاذ الفلفل مما دفع الكحلة للخروج من السيارة والتشاجر معهم فأطلقوا عليه النار.

وقال قصي الكحلة الذي كان في وضع غير قادر فيه على سرد التفاصيل، إنه كان برفقة والده في المركبة عندما تم توقيفهما عند الحاجز. وأضاف الكحلة (18 عاما) قوله في منزل العائلة في قرية رمّون: "جاء الجنود وقاموا برش رذاذ الفلفل على وجهي وسحبوني من المركبة"، وأضاف وقد بدت عيناه حمراوين بسبب الرذاذ: "لا أعرف ماذا حدث بعدها، علمت من عمي أن والدي قُتل".

وأظهر مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الأحد، لم تتمكن رويترز من التحقق من صحته، رجلا وهو يتشاجر مع جنديين في نفق بينما وقف جندي ثالث على مقربة منهم. وبدا في المقطع أن جنديا أطلق النار من بندقية بزاوية منخفضة ثم سمع دوي عيار ناري آخر قبل أن يختفي الرجل من نطاق الرؤية.

والكحلة الذي كان يعمل في قطاع البناء هو الفلسطيني الثالث عشر الذي يقتل برصاص إسرائيلي، منذ مطلع العام الجاري وفق حصيلة فرانس برس، وقالت زوجته زاهية: "لم يكن معه سكين، كان معه طعامه وكان ذاهبا إلى عمله"، وتساءلت: "يريد أن يهجم عليهم باستخدام سكين؟"، أما قريبه جبران الكحلة فأكد أن لا اهتمامات سياسية لأحمد، وقال: "أصبت بالصدمة حينما علمت باستشهاد أحمد، لأني أعرف تماما أن اهتمامه منصب على عائلته، وليس له أي نشاط سياسي".

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن "مسلسل الجرائم اليومية" يتم "بتعليمات من المستوى السياسي في دولة الاحتلال، والتي سهلت على الجنود قتل أي فلسطيني دون أن يشكلوا أي خطر".

وشيّع مئات الفلسطينيين الكحلة ورفع بعضهم العلم الفلسطيني ورايات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. ومن بين الهتافات التي رددها المشيعون "الانتقام الانتقام".

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن الجنود كانوا متمركزين عند "حاجز عسكري مفاجئ". وتقيم قوات الاحتلال الإسرائيلي بين الفينة والأخرى حواجز عسكرية على الطرق التي يسلكها فلسطينيون، ويتم فحص بطاقاتهم الشخصية وتفتيش المركبات.

وكانت الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي توصف بأنها الاكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، أدت اليمين الدستورية نهاية العام الماضي وتضم وزراء معروفين بمعادتهم للفلسطينيين وتحريضهم ضدهم.

وشهد العام 2022 سقوط أكبر عدد من القتلى في الضفة الغربية منذ نهاية الانتفاضة الثانية (2000-2005)، حسب الأمم المتحدة. وتشير أرقام وكالة فرانس برس إلى مقتل 201 فلسطيني على الأقل، بينهم 150 في الضفة الغربية، و26 إسرائيليًا في 2022.