شركة "شل" تخفض توقعات إنتاجها من الغاز بسبب تعقيدات الصيانة وتقلبات المناخ

منذ 1 أسبوع 43

خفض عملاق الطاقة البريطاني "شل"، توقّعاته لإنتاج الغاز المتكامل خلال الربع الأول من العام، في ظلّ ما واجهته من تحديات مناخية قاسية تمثّلت في الأعاصير، إلى جانب أعمال صيانة غير مخطّط لها في أستراليا.

وتُقدّر الشركة الآن أن إنتاجها من الغاز، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، سيتراوح بين 910 آلاف و950 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً، بعدما كانت التقديرات السابقة تشير إلى نطاق يتراوح بين 930 ألفاً و990 ألف برميل يومياً.

ورغم هذا الانخفاض، فإن التوقعات الجديدة لا تزال أعلى من مستوى الإنتاج المسجل في الربع الأخير من العام الماضي، والذي بلغ 905 آلاف برميل يومياً. وقد تراجع سهم "شل" بنسبة 4.7% في بورصة لندن بعد ظهر الإثنين، متأثراً بهذه التقديرات.

وبفعل ذات العوامل، رجّحت "شل" أيضاً تراجعاً في حجم إنتاج الغاز الطبيعي المُسال (LNG) خلال الربع الأول، إذ تتوقع الآن أن يتراوح بين 6.4 و6.8 ملايين طن متري، انخفاضاً من التقديرات السابقة التي تراوحت بين 6.6 و7.2 ملايين طن متري.

أما فيما يتعلّق بإنتاج المنبع -الذي يشملاستخراج الغاز الطبيعيوالنفط الخام- فمن المرجّح أن يتراوح بين 1.79 مليون و1.89 مليون برميل نفط مكافئ يومياً، مقارنة بتوقعات سابقة تراوحت بين 1.75 و1.95 مليون برميل يومياً.

وصرّح روس مولد، مدير الاستثمار في شركة AJ Bell، قائلاً: "تُعد الهيمنة في قطاع الغاز الطبيعي إحدى أبرز نقاط القوة لشركة شل، ولذا فإن الأداء المتراجع في هذا المجال يُعدّ خيبة أمل للمساهمين الذين يعوّلون عليه كثيراً".

وأضاف أن الشركة النفطية، تحت قيادة الرئيس التنفيذي وائل صوان، تسعى جاهدة إلى تحسين أدائها لمجاراة نظيراتها الأميركية. وقد تفوقت "شل" حتى الآن على منافستها البريطانية BP، في الوقت الذي ركّز فيه صوان على تخفيض التكاليف، وضبط الإنفاق، وخفض صافي الدين. كما خفّض من استثمارات الشركة في الطاقة الخضراء، مؤكداً أن أي مشروع في هذا المجال يجب أن يكون قادراً على إثبات جدواه كاستثمار مستقل قائم على أساساته الاقتصادية الخاصة.

ومن المقرر أن تعلن الشركة عن نتائجها الكاملة للربع الأول في الثاني من مايو المقبل.

استراتيجية جديدة تُعيد تركيز شل على النفط والغاز

في مارس الماضي، أعلنت "شل" عن استراتيجية محدثة تُعزز من تركيزها على أنشطة النفط والغاز، كجزء من جهودها لحماية ربحيتها وسط بيئة اقتصادية متقلبة. وقد كشفت الشركة عن خطط لزيادة العوائد المخصصة للمساهمين خلال النصف الثاني من هذا العقد، بالتوازي مع ترشيد التكاليف الزائدة، وهي خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من قِبل المستثمرين.

وفي بيان رسمي، قال وائل صوان: "نطمح لأن نكون الشركة الرائدة عالمياً في مجالالغاز والغاز الطبيعي المُسال المتكامل، وأن نُصبح الأكثر تميزاً في تسويق وتجارة الطاقة مع الحفاظ على استقرار إنتاج السوائل. نحن اليوم نرفع سقف أهدافنا المالية الأساسية، ونوجّه استثماراتنا نحو المجالات التي نتمتع فيها بتفوق تنافسي، ونقدّم قيمة أكبر لمساهمينا."

وفي السياق ذاته، خفّضت شركة BP، المنافسة البريطانية، من إنفاقها على مشروعات الطاقة المتجددة، وزادت تركيزها على النفط والغاز، استجابةً لضغوط متزايدة من المستثمرين، وخصوصاً من صناديق نشطة مثل Elliott Management التي تطالب بزيادة العوائد للمساهمين، وذلك رغم الاعتراضات المتصاعدة من نشطاء البيئة والمناخ.