بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 11/02/2023 - 12:29
طفل يقف على أنقاض بيت هدمه الزلزال في مدينة جبلة السورية - حقوق النشر Karim SAHIB / AFP
سلمت مدينة جبلة السورية من المواجهات العسكرية إلى حد ما خلال سنوات، ولكنها لم تنج من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين وأدى إلى مقتل أكثر من 24 ألف شخص وتشريد الملايين ودمار كارثي.
وجبلة، إحدى معاقل النظام السوري الأساسية، تقع في محافظة اللاذقية وفيها مرفأ فينيقي، حيّدت إلى حدّ ما عن المواجهات العسكرية، غير أن الزلزال دمّرها إلى حدّ لا يمكن التعرف عليها أحياناً.
وقال نجار واسمه عبد الهادي العاجي إنه يبلغ من العمر 52 عاماً و"لم يعش شيئاً مثل هذه الكارثة قبل اليوم". ويضيف الرجل وهو أب أطفال أربعة "حتى في أقسى ظروف الحرب كانت المدينة ملجأ".
ولمّا اندلعت الحرب في سوريا، ومع تحقيق المعارضة المسلحة تقدماً عسكرياً ملحوظاً في السنوات الأولى، أرسلت جبلة أبناءها للقتال إلى جانب قوات الحكومة السورية، ولكن المدينة نفسها لم تشهد مواجهات مسلحة.
وفي محافظة اللاذقية التي تقع على الساحل المتوسطي، قالت السلطات إن 632 شخصاً قتلوا في الزلزال بينما أصيب 795 في حصيلة من المرجح أن ترتفع. وفي سوريا وحدها، قتل أكثر من 3500 شخص في حصيلة غير نهائية أيضاً.
وتدمّر أكثر من 50 مبنى في المدينة ومحيطها بفعل الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، فيما حذر علاء مبارك، رئيس الدفاع المدني في المدينة، من أن أبنية أخرى ستلقى نفس المصير حتماً.
ولجأ ما بين 4000 و5000 شخص إلى المساجد والمستشفيات وملاعب المدينة.
وتعتبر محافظة اللاذقية، وهي مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، وطرطوس، من المعاقل الأساسية للنظام السوري وحيّدتا إلى حد ما عن الحرب خصوصاً من انتشار واسع للقوات الروسية في المنطقة.
وأدت الحرب السورية إلى مقتل نحو 500 ألف شخص ونزوح الملايين إلى الداخل والخارج. ورغم أن الحرب لم تدفع بسكان جبلة إلى الخروج من مدينتهم، يبدو أن الزلزال ينجح في ذلك.