وسط أكوام الركام والدمار الذي حل بمدينة غزة، يقود أبو خليل دراجته الهوائية للوصول إلى مخبز يأمل أن يجد فيه رغيفاً يسد رمق عائلته.
يعيش أبو خليل مع عائلته المكونة من 12 فردًا، في شقة مستأجرة بعد أن دمر القصف الإسرائيلي بيته القديم، وتعاني ابنته من السرطان بالإضافة إلى مشكلات في القصبة الهوائية.
كانت تذهب إلى إسرائيل لتلقي العلاج، لكن ذلك لم يعد ممكناً منذ بدء الحرب على غزة، وهي تعيش الآن مع طفليها في نفس المنزل.
خليل هو المعيل الوحيد للأسرة، يأخذ دراجته ويقصد المخبز بشكل يومي، ويمكن أن يكون الطريق خطيرا، إذ يمتد بطول شوارع مليئة بأنقاض مبان مدمرة، يتعذر على السيارات المرور فيها.
ويقول: "الظروف صعبة على الرغم من أنها كانت في الماضي أكثر صعوبة، كنا نجمع الحطب لعدم وجود غاز للطهي. الآن يتوفر الخبز بطريقة أو بأخرى، وأصبح الحصول عليه أسهل، ولكنني عاطل عن العمل وليس لدي أي دخل، أنتظر الحصول على المساعدات".
عادت مخابز شمال غزة للعمل، غير أن خطر المجاعة لا يزال يلوح في الأفق على الرغم من زيادة الإمدادات وفقاً لتحذيرات متواصلة لبرنامج الأغذية العالمي الذي أكد الأسبوع الماضي أن شمال غزة "لا يزال يتجه نحو المجاعة".
أعيد فتح أول مخبز كبير في شمال غزة يوم 13 إبريل/ نيسان وهو أحد خمسة مخابز كانت تديرها شركة مخابز كامل عجور، افتتح باستخدام الطحين والوقود المقدمين من برنامج الأغذية العالمي، واحتشد المئات في طوابير طويلة تمتد للشوارع القريبة بين أنقاض المنازل.
وتعين على المخابز توظيف عشرات المشرفين للحفاظ على النظام. وتم الآن افتتاح عدد قليل من المخابز التي يعمل بعضها 24 ساعة في اليوم. ومع أن الطوابير أصبحت أقل لكن مدة الانتظار لا تزال طويلة ومُرهقة.
"شمال غزة يعاني مجاعة شاملة تتمدد جنوباً"
في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز، حذرت سيندي ماكين، مديرة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من "مجاعة كاملة" في شمال غزة قائلة "هناك مجاعة، مجاعة كاملة في الشمال وهي تتحرك جنوباً"
وأضافت ماكين: "ما نالب به باستمرار هو وقف إطلاق النار والقدرة على الوصول الآمن إلى غزة".
رداً على ذلك، قال متحدث باسم منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن "هذا التأكيد غير صحيح".
وأضاف: "في الأشهر الأخيرة، زادت دولة إسرائيل من جهودها الإنسانية لإغراق قطاع غزة بالمواد الغذائية والمعدات الطبية ومعدات الخيام"، يقول المتحدث.
بل طالب بتقليص حجم البضائع المنقولة إلى شمال قطاع غزة "لأن الكميات المتدفقة مرتفعة جدًا مقارنة بعدد السكان".
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن الوضع الغذائي تحسن بشكل طفيف في القطاع الفلسطيني، لكن خطر المجاعة لا يزال قائما.
وتخضع المساعدات الدولية لرقابة إسرائيلية صارمة، ويمر معظمها من مصر عبر معبر رفح، وتصل بكميات غير كافية على الإطلاق؛ نظرا للاحتياجات الهائلة لسكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.