بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 15/11/2022 - 21:00
بدأ الإيرانيون في عدة مدن إضرابا الثلاثاء في ذكرى مظاهرات شهدتها البلاد عام 2019 احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود وقابلتها قوات الأمن بحملة قمع وُصفت بأنها من بين الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.
ومن شأن هذه الخطوة أن تزيد الضغوط على رجال الدين الذين يحكمون البلاد والذين يواجهون منذ شهرين احتجاجات واسعة اندلعت شرارتها إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها.
وذكرت رويترز في العام 2019 أن 1500 شخص قُتلوا في موجة الاضطرابات، بينهم ما لا يقل عن 17 مراهقا ونحو 400 سيدة، فضلا عن عدد من قوات الأمن والشرطة.
ووفقا لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) فقد قُتل 344 شخصا في الاحتجاجات الأخيرة، بينهم 52 قاصرا. وقالت الوكالة إنها شهدت أيضا مقتل 40 من عناصر الأمن، إلى جانب إلقاء القبض على 15820 شخصا.
وتحولت المظاهرات إلى أزمة شرعية للمؤسسة الدينية التي تحكم البلاد منذ أكثر من أربعة عقود.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي إضرابات وتجمعات. وأوضحت لقطات نشرها حساب (1500 تصوير) الناشط على تويتر متاجر مغلقة في سوق طهران، مع تجمع حشد من الناس يرددون شعارات مناهضة للحكومة.
وأشارت منظمة هنجاو الكردية لحقوق الإنسان بحدوث إضرابات جماعية في العديد من المدن التي يسكنها أكراد في شمال وشمال غرب إيران، كما أضربت جامعات في هذه المناطق.
وشهدت جامعة آزاد في مدينة كرج القريبة من طهران إضرابا أيضا، ونشر حساب 1500 تصوير مقطع فيديو يظهر ممرات الجامعة فارغة والأبواب مغلقة. كما نشر الحساب مقطع فيديو لأشخاص في قطار أنفاق وهم يهتفون "الموت للدكتاتور"، وهو شعار كثيرا ما تم ترديده ويُقصد به الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي.
وفي مدينة أصفهان بوسط إيران، وقف عمال خارج مصنع للصلب وانضموا إلى الإضراب. وذكر حساب 1500 تصوير أن العمال رددوا "سئمنا الوعود، موائدنا فارغة".
يتزايد الدعم لحركة الاحتجاجات من مختلف فئات المجتمع الإيراني، وذكر لاعب كرة القدم المتقاعد الشهير علي دائي عبر إنستغرام أنه رفض دعوة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لحضور بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر.
وكتب دائي "في هذه الأيام العصيبة... اعتذرت عن عدم قبول دعوة الفيفا وأفضّل البقاء إلى جانب أبناء بلدي وتقديم التعازي للأسر التي فقدت أحباءها مؤخرا".
وتقول إيران إن أميني توفيت نتيجة مشكلات صحية كانت تعاني منها بالفعل، وتُحمل أعداء خارجيين من بينهم الولايات المتحدة المسؤولية عن إثارة ما تشهده من اضطرابات.
وفرض الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين عقوبات إضافية على الجمهورية الإسلامية بسبب قمعها للاحتجاجات، التي وصفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنها ثورة.