بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 09/01/2023 - 11:09
القوات الأمنية في محيط الكونغرس البرازيلي - حقوق النشر CARL DE SOUZA/AFP or licensors
شنت قوات الأمن البرازيلية عملية أمنية كبيرة، بعد أن اقتحم مئات من أنصار الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو الكونغرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا، فيما وصفه الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا بالهجوم "الفاشي".
وبعد ساعات من الفوضى في مقر السلطة في برازيليا، تمكنت قوات الأمن من استعادة السيطرة على الكونغرس.
وفي هذا السياق، أعلن لولا دا سيلفا أنه سيستأنف العمل اعتباراً من الإثنين في مكاتبه في برازيليا.
وكتب الرئيس اليساري الذي تفقّد المباني المخرّبة في برازيليا في وقت متأخر الأحد، في تغريدة: "يجري التعرّف على الانقلابيين الذين أقدموا على تخريب الممتلكات العامة في برازيليا، وسيُحاسبون. سنستأنف العمل في قصر بلانالتو. الديمقراطية دائماً".
استعادة السيطرة
وبعد فوضى استمرّت ساعات، استعادت قوات الأمن السيطرة على المباني التي اقتحمها مئات المتظاهرين المناهضين للولا وأوقفت أكثر من مئتَي شخص، بحسب وزير العدل فلافيو دينو.
وطوّقت السلطات المنطقة. لكن مناصري بولسونارو الذين ارتدى معظمهم قميص المنتخب البرازيلي لكرة القدم الأصفر وهو رمز اتخذوه لأنفسهم، تمكنوا من تجاوز الطوق الأمني، وألحقوا أضراراً جسيمة في المقارّ الثلاثة الضخمة التي تُعتبر تحفاً معمارية من الطراز الحديث وتزخر بالأعمال الفنية.
وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر الخراب في مكاتب برلمانيين ومتظاهراً يجلس على مقعد رئيس مجلس الشيوخ، في مشاهد تذكّر باقتحام مناصري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس في واشنطن في كانون الثاني/ يناير 2021.
وأفادت قناة "سي إن إن" أن متظاهرين أضرموا النار ببساط في إحدى قاعات الكونغرس، وقد أُغرق بالمياه لإخماد الحريق.
وتحدثت نقابة صحافية عن مهاجمة خمسة صحافيين بينهم مصوّر لوكالة فرانس برس تعرّض للضرب وسرقة كلّ معدّاته.
وقال أحد المتظاهرين يُدعى فكتور رودريغيس لوكالة فرانس برس: "نحن لا نعترف بهذه الحكومة لأنها غير قانونية". وأضاف: "لن نتراجع، سنرحل من هنا لكننا سنعود".
واستمرّ ترداد هتاف "تدخل عسكري لطرد لولا من الحكم"، من جانب الحشود التي بقيت واقفة في محيط الكونغرس لساعات طويلة رغم إطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع واستخدام الشرطة خراطيم المياه.
أما بولسونارو، فانتقل إلى الولايات المتحدة قبل يومين من تنصيب لولا، رافضاً تسليم الوشاح الرئاسي إلى خصمه الذي هزمه بفارق بسيط في الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وفي سلسلة تغريدات، دان بولسونارو "اقتحام ونهب مبانٍ عامّة" الأحد، لكنه رفض اتّهامات لولا له بأنّه هو من حرّض على اقتحام مقارّ السلطة في برازيليا، معتبراً أن هذه الاتّهامات "لا أساس لها". كما دافع بولسونارو عبر تويتر عن الحقّ في تنظيم "احتجاجات سلميّة".
ونأى عدد من حلفاء بولسونارو بأنفسهم عن هذا العنف، بمن فيهم فالديمار كوستا نيتو، رئيس حزب بولسونارو. وأعرب كوستا نيتو عن أسفه لهذا "اليوم الحزين للأمة البرازيلية".
وقدّم حاكم مقاطعة برازيليا الفدرالية، إيبانييس روشا، حليف بولسونارو، اعتذاراته للرئيس لولا في مقطع فيديو. ووصف المسؤولين عن نهب المباني العامة بأنهم "مخربون حقيقيون" و"إرهابيون حقيقيون". وقال: "كنا نراقب كل هذه التحركات مع وزير العدل فلافيو دينو. لم نعتقد في أي وقت أن هذه التظاهرات ستتخذ أبعاداً كهذه".
ردود فعل دولية
وأثارت أعمال التخريب وابلًا من ردود الفعل الدولية. فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للولا أنه يمكنه "الاعتماد على دعم فرنسا الثابت".
ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد الهجوم الذي شنّه مؤيّدون لبولسونارو بأنه "شائن". وكتب وزير خارجيته أنتوني بلينكن على تويتر: "استخدام العنف لمهاجمة المؤسسات الديموقراطية هو دومًا أمر غير مقبول".
وندّد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بدوره بـ"محاولة انقلاب المحافظين في البرازيل".
وكان أنصار بولسونارو يتظاهرون أمام ثكنات عسكرية منذ هزيمة الرئيس اليميني المتطرف أمام لولا في 30 تشرين الأول/ أكتوبر. وقد طالبوا بتدخل الجيش لمنع لولا من تولي السلطة للمرة الثالثة بعد 2003 و2010. كما أغلق بعضهم طرقاً رئيسية على مدى أكثر من أسبوع بعد الانتخابات.