واجه عمال حديقة حيوان رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، سباقًا مع الزمن لإجلاء الحيوانات، عندما بدأت إسرائيل هجومها على المدينة المكتظة بالنازحين. بضعة أيام فقط كانت أمامهم لإنقاذ الحيوانات من خطر محدق.
واجه عمال حديقة حيوان رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، سباقًا مع الزمن لإجلاء الحيوانات، عندما بدأت إسرائيل هجومها على المدينة المكتظة بالنازحين. بضعة أيام فقط كانت أمامهم لإنقاذ الحيوانات من خطر محدق.
وأعلن فتحي جمعة، صاحب حديقة الحيوان في رفح، أنه ترك بعض الحيوانات في الحديقة مع تقدّم الهجوم الإسرائيلي. ومن بينها ثلاثة أسود مسنة، وقطط، وكلاب حراسة، وسلاحف.
وأبدى جمعة خوفه الشديد على مصير الحيوانات التي لم يتمكن من إجلائها بسبب الحرب الإسرائيلية الدامية، وقال "لقد نفد الوقت، واضطررنا إلى مغادرة المنطقة وترك بقية الحيوانات في الحديقة".
وأشار إلى أن هذه الحيوانات ستموت خلال أسبوع أو 10 أيام على أقصى تقدير إذا لم يتمّ إنقاذها. وأكد جمعة على الحاجة الملحّة لتدخل جهات تساعد في نقل الحيوانات إلى مكان آمن، وتؤمّن لها الطعام والماء اللازمين لبقائها على قيد الحياة.
أخرجت بعض الحيوانات من رفح وتم إجلاؤها إلى مزرعة أبقار في خان يونس ، ولكنها تعاني أيضا من ظروف صعبة بسبب نقص الغذاء.
ويؤكد سامر جمعة أحد العاملين في حديقة الحيوان، أن "الوضع كارثي. نحن لا نعطيهم إلا ما هو متاح مثل الطعام المعلب الذي يصل في حصص المساعدات مثل الحمص والفول ولحم البقر. نطعمهم ما هو متاح بين أيدينا..الظروف سيئة للغاية، حتى حالتهم النفسية سيئة. نحن الآن نطعم الحيوانات ليس لجعلها تشعر بالشبع ولكن فقط لبقائها على قيد الحياة لليوم الثاني"،
وانقطعت المساعدات إلى حد كبير عن جنوب غزة منذ أن شنت إسرائيل ما أسمته توغلا محدودا في رفح في 6 مايو/أيار. ومنذ ذلك الحين، فر أكثر من مليون فلسطيني من المدينة، وكثير منهم نزحوا بالفعل.
وقد فر نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وانتشر الجوع الشديد على نطاق واسع، ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة، إن أجزاء من القطاع تعاني فعلا من المجاعة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل يجب أن تسيطر على رفح للقضاء على كتائب حماس المتبقية وتحقيق "نصر كامل" على المقاتلين، الذين أعادوا تنظيم صفوفهم مؤخرًا في أجزاء أخرى من غزة.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية الطاحنة على قطاع غزة عن مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.